ارتفعت معدلات انقطاع الكهرباء بالمحافظات ليصل تخفيف الأحمال إلى 12 ساعة ظلاماً على 12 مرة انقطاع، عن طريق قطع التيار لمدة ساعة وإعادته قبل قطعه مرة أخرى، ما أدى لتفاقم أزمة انقطاع مياه الشرب، وتزايد طوابير الوقود، إضافة لتصاعد مخاوف المواطنين من استغلال بلطجية للظلام فى السرقات والخطف. فى الدقهلية، شكا الأهالى من تكرار انقطاع التيار الكهربائى أكثر من 10 مرات لفترات تجاوزت 11 ساعة يوميا، وقال مواطنون «إن التيار انقطع بمدينة المنصورة أمس الأول، من العاشرة صباحاً وحتى منتصف الليل، وتخلل هذه الفترة عودة الكهرباء لفترات متقطعة»، فيما برر مسئولون بالكهرباء الانقطاع المتكرر للتيار بإجراء إصلاحات بالشبكة، دون الاعتراف بتخفيف الأحمال. وتسببت أزمة الانقطاع فى تزايد الطوابير أمام محطات الوقود. وقال إيهاب السيد، مواطن: انقطع التيار الكهربائى أثناء توقفى فى طابور لتموين سيارتى، ما أدى لتوقف المحطة، واضطررت للانتظار حتى عادت الكهرباء مرة أخرى. ورصدت «الوطن» إهمال المسئولين عن إنارة شوارع المنصورة، وتركهم مصابيح أعمدة الإنارة مضاءة نهاراً، ما تسبب فى غضب المواطنين الذين علقوا ساخرين بعبارة «المحليات سايبين الشوارع منورة فى النهار.. والكهرباء بتقطع عن بيوتنا ليل نهار». وفى دمياط، هدد العشرات من أصحاب الورش بالامتناع عن دفع الفواتير، وتنظيم عدة تظاهرات أمام مقرات شركة الكهرباء، للتنديد باستمرار أزمة قطع التيار عن ورشهم، ما تسبب فى خسارتهم مئات الآلاف من الجنيهات، حسب قولهم. واتهم رضا حبيب، منسق حركة «عمال الأثاث بدمياط»، المسئولين بالفشل فى حل أزمة الطاقة، مشيراً إلى أن عدداً من أصحاب الورش اضطروا لغلق ورشهم فى وقت مبكر بسبب انقطاع التيار الكهربائى. وفى سوهاج، وصلت حصة قرى ومدن المحافظة من عملية تخفيف الأحمال إلى 12 ساعة يومياً، ولجأ مسئولو الكهرباء لفصل التيار ساعة وإعادته ساعة أخرى، منذ الخميس الماضى، وتسبب انقطاع التيار فى تفاقم أزمة مياه الشرب بقرى «بيت داوود، وبيت خلاف، والعوامر بحرى» التابعة لمركز جرجا، وقرى «جزيرة أولاد حمزة، وأولاد بهيج، والمساعيد، والرشايدة والأحايوة» بمركز العسيرات. وفى الفيوم، خيّم الظلام على مناطق عديدة بالمدينة، مساء أمس الأول، واستعان أصحاب المحلات التجارية ب«كشافات» الشحن، لإنارة محالهم، خشية تعرضهم للسرقات. وفى كفر الشيخ، وصلت فترات الانقطاع لأكثر من 4 ساعات، وقال مواطنون إنهم امتنعوا عن دفع فواتير الكهرباء، فيما اكتفى آخرون بسداد نصف قيمتها احتجاجاً على عدم انتظام التيار الكهربائى. وفى القليوبية، توقفت عدة مخابز عن العمل نتيجة انقطاع التيار الكهربائى، وقال الأهالى إن الانقطاع المستمر للتيار أصاب الحياة بالشلل التام، خصوصاً أنه يتكرر أكثر من مرة فى اليوم الواحد ما دفع التجار إلى إغلاق المحلات مبكراً، واستخدم الأهالى وسائل بدائية فى الإنارة، خاصة مع ارتفاع أسعار بدائل الإنارة من المولدات والشواحن الكهربائية. وعلقت المهندسة هند عبدالبارى، رئيس قطاع كهرباء القليوبية، على أزمة الانقطاعات المتكررة، قائلة «إن الأزمة خارجة عن إرادة الجميع، بسبب ارتفاع الاستهلاك بطريقة جنونية عن الكميات المنتجة». وسادت حالة من الغضب بين أهالى محافظة المنوفية، خصوصاً أصحاب المحلات التجارية، الذين قالوا إنهم تكبدوا خسائر فادحة نتيجة غلق المحلات معظم فترات الليل، لانقطاع الكهرباء، وفساد المواد الغذائية فى الثلاجات. من جهته، ذكر التقرير اليومى لمرصد الكهرباء التابع لجهاز مرفق الكهرباء وحماية المستهلك أن عدد ساعات قطع التيار الكهربائى بلغت مساء، أمس الأول، 18 ساعة بالقطاعين المنزلى والصناعى، موضحاً أن إجمالى الأحمال المفصولة عن الشبكة القومية للكهرباء وصل إلى 2450 ميجاوات، بواقع 2100 ميجاوات عن القطاع المنزلى، و350 ميجاوات عن القطاع الصناعى.