دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال الأيام الماضية، إلى التخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بالكامل بحلول عام 2030، أي قبل 10 سنوات من الجدول الزمني السابق، مع توقعات ببيع 30 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2040، وعلى أثر ذلك تعمل صناعة الطاقة والنقل على تكثيف استعداداتها لهذا التحول. وحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج قال جاكوب بريجز، كبير المحللين الاستشاريين في شركة "كورنوال إنسايت"، إن الطلب المتزايد على المركبات الكهربائية يُعد إشارة إيجابية لسلسلة قيمة المركبات الكهربائية بأكملها من مشغلي نقاط الشحن إلى موردي الطاقة ، فضلًا عن تقديم الدعم لطموحات إزالة الانبعاثات الضارة في المملكة المتحدة. بينما اكتسبت السيارات الكهربائية المصداقية لأول مرة كطريقة لإزالة التلوث من مراكز المدن، بالإضافة إلى خلق فرص عمل لأولئك الذين يبنون ويخدمون شبكات الشحن، ويمكن للسيارات أن تساعد في التخفيف من التقلبات في إمدادات الطاقة والطلب إذا دخل أصحابها في الشبكة عند عدم القيادة. ومن جانبها قالت إيما تشامبيون، المحللة في "BloombergNEF"، إن "المملكة المتحدة تريد أن تعكس الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي، كما نعلم أن المملكة المتحدة ستقدم المزيد من خطط صافي الصفر في الأشهر المقبلة بشأن الحرارة والانبعاثات الضارة، والهيدروجين، والنقل، والرياح البحرية، وكل ذلك يعكس إلى حد كبير جهود المفوضية الأخيرة". وحسب التقرير فإن مبيعات السيارات الكهربائية آخذة في الارتفاع بسرعة كبيرة، وتم تسجيل أكثر من 75000 سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات حتى الآن هذا العام، وهو ما يتجاوز الإجمالي لعام 2018 و2019 مجتمعين، وفقًا لجمعية مصنّعي وتجار السيارات، ومن جانبها قالت المجموعة البيئية WWF إن صناعة السيارات الكهربائية يمكن أن تخلق 24000 وظيفة بحلول عام 2040. ومن غير الواضح ما إذا كانت الوظائف التي أُنشئت عن طريق الشحن واستثمارات البنية التحتية الأخرى ستعوض تلك المفقودة في مصانع السيارات وقطع الغيار، حيث يتم التخلص التدريجي من المحركات التقليدية، كما أعلنت عدة شركات عن إغلاق مصانعها، منها شركة "فورد موتور" مصنع محركات في بريدجين بجنوب ويلز، ويعمل به حوالي 1700 شخص، بينما تغلق شركة هوندا موتور مصنعها في سيفيك الذي يضم 3500 عامل في سويندون، على بُعد حوالي 80 ميلاً غرب لندن، العام المقبل. وحذرت شركات صناعة السيارات الأخرى، بما في ذلك شركة نيسان موتور ومجموعة PSA مالكة فوكسهول، من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدد مستقبل عملياتهم في البلاد. وستستثمر الحكومة 1.3 مليار جنيه في تسريع نشر نقاط الشحن للسيارات الكهربائية في الشوارع السكنية والمنازل والطرق السريعة في إنجلترا، مع منح 582 مليون جنيه لتشجيع المستهلكين على شراء سيارات منخفضة الانبعاثات أو منخفضة للغاية.