"وافقت على تولي الوزارة، ومحلب طمأنني على توفير مناخ جيد"، كلمات بسيطة تحمل ملامح الاطمئنان والإرادة في تحسين الأوضاع، قالها الناقد الأدبي الدكتور جابر أحمد عصفور، في أول تصريح صحفي له عقب توليه منصب وزير الثقافة، اليوم، في أول حكومة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلفًا للدكتور محمد صابر عرب، حيث سبق له توليها لفترة قصيرة بعد ثورة 25 يناير. عُرف جابر عصفور بمواقفه السياسية الثابتة والقوية، وخاصة تجاه جماعة الإخوان، حيث أعلن بوضوح رفضه لنظام محمد مرسي الرئيس المعزول، حيث قال في تصريحات صحفية سابقة: "إن قرارات الرئيس مرسي هي إعلان عن ديكتاتورية لا يمكن إلا أن تؤدي إلى الحرب بين أطياف الأمة.. وإيحاءات الجماعة تدل على الرغبة فى القمع، وأن تطبيق الشريعة وهم، وأحلام المصريين تحولت إلى كوابيس". ينتمي الرجل السبعيني، إلى مدينة المحلة الكبرى، عاصمة الغزل والنسيج في مصر، حيث ولد في 25 مارس 1944، وعاصر فترة الحكم الناصري والنكسة ثم النصر والانفتاح الاقتصادي والتطور التكنولوجي الهائل للقرن العشرين، قاده طموحه إلى الحصول على العديد من الدرجات العلمية، فحاز على درجة الليسانس والماجيستير والدكتوراه، من قسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة القاهرة بتقدير "ممتاز مع مرتبة الشرف". كما شغل العديد من الوظائف، منها منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ورئيس قسم اللغة العربية لكلية الآداب جامعة القاهرة، وعميد مساعد في كلية الآداب جامعة الكويت، ومدير المركز القومي للترجمة. أسهم بشكل كبير في خدمة الثقافة العربية بإبداعاته في أعماله ومؤلفاته التي أصبحت تدرّس في الجامعات العربية، حاظيًا باهتمام الباحثين والدارسين المتابعين لأعماله، وهو ما ميّز مسيرته العلمية والثقافية والفكرية. ودرّس في عدد من الجامعات العربية والعالمية منها جامعة القاهرة، جامعة صنعاء، جامعة الكويت، جامعة وسكونسن وهارفرد في الولاياتالمتحدةالأمريكية، جامعة استوكهولم في السويد، وأشرف على تدريس اللغة العربية للأجانب في العديد من الكليات ومراكز تعليم اللغات. كما شارك في تخصصات أخرى، فكان عضوًا في اتحاد الكتاب بالقاهرة، ومجلس إدارة جمعية النقاد، وعدد من لجان تحكيم الجوائز القومية في مختلف البلدان العربية، بجانب عضويته للمكتب التنفيذي للمجلس القومي للمرأة، ولجنة الآداب والدراسات اللغوية بمكتبة الإسكندرية منذ تشكيلها، والجمعية الأدبية المصرية. وحاز الدكتور جابر عصفور جوائز علمية عديدة، تشمل جائزة جائزة الإبداع العربي، وأفضل كتاب في الدراسة النقدية من وزارة الثقافة في عام 1984، وأفضل كتاب في الدراسات الأدبية من مؤسّسة الكويت للتقدّم العلمي في الكويت عام 1985، وأفضل كتاب في الدراسات الإنسانية، ومعرض الكتاب الدولي عام 1995، وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية بالدورة الخامسة، والوسام الثقافي التونسي من رئيس جمهورية تونس في عام 1995. وقدم العديد من المؤلفات، منها 26 كتابًا أدبيًا، و5 كتب مترجمة، وأسهم في 5 كتب، و78 بحثًا ترجم بعضها إلى لغات عالمية، من بينهم الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي، والمرايا المتجاورة، ودراسة في نقد طه حسين، والإحيائية والإحيائيون، والتنوير يواجه الإظلام، وأنوار العقل، والنقد الأدبي والهوية الثقافية.