حادثة مأساوية شهدتها قرية "المنيل" التابعة لمركز طلخا في الدقهلية، أمس، بعد وفاة شاب وإصابة آخر، صعقًا في أثناء استبدال الأسلاك الكهربائية القديمة بجديدة، بعدما جرى توصيل التيار الكهربي فجأة. وكشف صلاح عبداللطيف عبدالفتاح، ابن عم المتوفى، تفاصيل الواقعة مشيرًا أن يسري محمد عبد الفتاح، 21 عامًا، طالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة المنصورة، يعمل مع والده في مجال مقاولات الكهرباء، ويقيمون بقرية "كفر الجنينة" بمركز نبروه ولمهارته الشديدة تعاقدت شركة الكهرباء مع الأب على نقل الكابلات للأعمدة الجديدة. وأضاف ابن عم الضحية، ل"الوطن"، أن "يسري" صعد للعمود برفقة فني آخر، واختبر 3 "فازات" وتأكد من عدم وجود كهرباء فارتدى حزام الأمان، وظل زميله بجواره يعاونه في إيصال "العدة" أعلى عمود ضغط عالي قدرته تصل إلى 11 ألف فولت. وأشار إلى أن التيار الكهربائي عاد بطريقة فجائية وتسبب في دفع زميله إلى الأرض، فيما التصق جسد "يسري" بالعمود بعد صعقه حتى "ساحت" جثته أعلى العمود نظرًا لارتدائه حزام أمان، وأكد أنه ظل ملتصقًا بالعمود لمدة 4 ساعات من الساعة 9 ونصف حتى الساعة الواحدة ونصف ظهرا، ونقل زميله المصاب "مصطفى أحمد السيد الفار" إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة للعلاج. وذكر أن النيابة العامة فتحت تحقيقًا في الواقعة، وسألت والد "يسري" والمسئولين بالشركة، الذين أكدوا تسبب "ماكينة ديزل" في عودة التيار الكهربائي وهو أعلى العمود، لافتًا إلى أن العمود كان علي بعد 7 أبراج من القرية، لافتًا إلى أن الضحية كان يستعد للخطوبة بعد شهر، وكان هو سند والده في عمله وجميع أهالي قرية "كفر الجنينة" بمركز نبروه يشعرون بحزن شديد وفي انتظار تصريح النيابة بالدفن. محامي أسرة الضحية يتهم فني هندسة الكهرباء بالتسبب في مقتل الشاب وقال محمد مصباح محامي أسرة القتيل إن عملية نقل الأسلاك تتم بالتنسيق بين فني الهندسة في شركة كهرباء طلخة والفني المتواجد في العمل، وتكون الكهرباء مفصولة عن المنطقة تمامًا في أثناء وقت العمل، ولا تعود إلا بعد أن يتأكد فني الهندسة بالشركة، من الفني الموجود بالموقع، أن العمال أنهوا العمل ونزلوا من أعلى البرج، وهو ما لم يحدث، حيث أعاد عامل الشركة التيار الكهربائي، خلال تواجد العمال فوق قمة البرج. وأضاف مصباح، ل"الوطن"، أنه تحرر محضر رقم 9741 لعام 2020 إداري طلخة، واتهم أهل المجني عليه مدير هندسة طلخا، ومدير شركة كهرباء الدقهلية بالتقصير المهني الذي أودى بحياة شاب، وحرروا شكوى إلى مجلس الوزراء برقم 3238476 يختصموا فيها وزارة الكهرباء بصفتها المسؤولة عن الشركة المقصرة. الموقف القانوني لمن أوصل التيار الكهربي المستشار الدكتور محمود سامي بدر المحامي بالاستئناف أكد أنه لو قام أحدهم بتوصيل الكهرباء وهو يعلم بوجود أعمال صيانة تعتبر جناية ويحاكم فيها بتهمة قتل عمد بدون قصد من القصود سواء سبق اصرار أو ترصد ويصل الحكم فيها للسجن المؤبد. وأضاف ل"الوطن" أنه إذا تم توصيل الكهرباء بالصدفة أو عن غير عمد ستكون جنحة قتل خطا بسبب الإهمال وتصل العقوبة الي السجن ثلاث سنوات نظرًا لعدم علم المتهم وبالتالي تنتفي نية القتل وبالتالي تكون قتل خطأ نتيجة الإهمال، لافتًا انه يجب على شركة الكهرباء منح تعويض لأسرة القتيل نظرصا لوجود عقد مقاولة بينهم. وكان اللواء رأفت عبد الباعث مدير أمن الدقهلية، قد تلقى إخطاراً من اللواء مصطفى كمال، مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغًا إلى إدارة شرطة النجدة، بمصرع شاب صعقاً بالكهرباء أعلى أحد أعمدة الجهد المتوسط، بقرية "المنيل" بدائرة مركز شرطة طلخا، أثناء قيامه بأعمال الصيانة والتصاق جثمانه بالأسلاك والعمود. انتقل ضباط المباحث وسيارة إسعاف ومسؤولو طوارئ الكهرباء إلى مكان البلاغ، وجرى فصل التيار عن العمود وإنزال الجثة، وبالفحص المبدئي تبين أن الجثة لشاب يدعى "يسري محمد عبد الفتاح"، من قرية "كفر الجنينة"، مركز نبروه، وتم نقل الجثة للمستشفى، لحين استخراج شهادة الوفاة وتصريح الدفن، وتجمع أهل القرية المنتظرين خارج المستشفى لحين انتهاء الاجراءات واستلام الجثة.