استأنفت مدينة الأقصر من جديد سياحة "البالون الطائر"، بعد توقف استمر قرابة 7 شهور، بسبب الإجراءات الاحترازية لمجابهة فيروس "كورونا" المستجد، والتي تضمنت إغلاق المطارات وتوقف الحركة السياحية. وحلقت أول رحلة للبالون الطائر لتزين سماء الأقصر، فجر الاثنين الماضي، وعلى متنها 17 سائحاً من جنسيات مختلفة، وسط إجراءات أمنية مشددة. وكانت سلطة الطيران المدني قررت وقف رحلات البالون الطائرة اعتبارا من فجر يوم الأربعاء 18 مارس الماضي، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية لمكافحة فيروس "كورونا". وقال مديرو شركات البالون بالأقصر، في تصريحات سابقة وقتها، إن عودة سياحة البالون ترتبط بتراجع معدلات الإصابة بفيروس "كورونا"، وتخفيف إجراءات الإغلاق، وبالتالي عودة حركة السياحة إلى طبيعتها. وسبق أن أوقفت سلطات الطيران المدني رحلات البالون في 21 من شهر يونيو لعام 2019 ، وذلك بعد انحراف بالون عن مساره وهبوطه في منطقة صحراوية في أحد الأودية بالقرب من مدينة نجع حمادي، بسبب شدة الرياح. وكان على متن البالون، آنذاك، 11 سائحًا من جنسيات مختلفة، وانتهت تحقيقاتها بعدة توصيات، تضمنت استخدام تقنيات إضافية تضمن سلامة الرحلات، وتتبع مسارها منذ انطلاقها حتى لحظة الهبوط. "الوطن" تستعرض أبرز الإجراءات التي اتخذتها السلطات لاستئناف سياحة البالون الطائر وماهية هذا النوع من السياحة ومدى تأثيره بالمحافظة ومصر. رحلات البالون الطائر بالأقصر البالون الطائر هو رحلة هوائية عبر المنطاد تنطلق من البر الغربي، ترتفع على حدود 1500 قدم، وتستغرق الرحلة من 45 دقيقة وحتى ساعة كاملة. فكرة طيران البالون تقوم على مبدأ علمي، وهو أن الهواء الساخن أخف من البارد، حيث يعلو فوقه ويتم ملء الغلاف الداخلي للمنطاد بالهواء الساخن ليصبح الهواء بداخل المنطاد أخف من الهواء المحيط به من الخارج، ويبدأ البالون بالارتفاع في السماء، وتبدأ خطوات رحلة الإقلاع بملء غلاف البالون الطائر بالهواء مع توجيه مروحة كبيرة للتبريد. وفي حوالي الساعة 4 صباحًا تنطلق الشركات من خلال مناديبها لجلب الزبائن عبر سيارات متنقلة من الفنادق وعبور اللانشات النيلية للتنقل للبر الغربي، ويعبر الزبائن اللانشات النيلية برفقة الكابتن الطيار الذي سيقل الزبائن عبر الرحلة. وخلال رحلة العبور بين الشرق والغرب عبر اللانشات، يتناول السائحون وجبة الإفطار، والتي تتكون من قهوة أو شاي مع قطع الكيك والبسكويت والحليب، ويقوم الكابتن بشرح الرحلة وتعليمات السلامة والأمان خلال التحليق وما يجب الالتزام به. وبعد الوصول للبر الغربي تقل السيارات الزبائن لموقف القرنة الخاص بتحليق البالونات والمناطيد بالبر الغربي، والتي يشرف عليها مسئولو الأرصاد والطيران المدني، ويشاهد الزبائن عمليات النفخ والتجهيز في مظهر جمالي. وقبل الشروق بنصف ساعة، تكون البالونات قد اكتمل تهيئتها ونفخها بالهواء الساخن عبر ماكينات الضخ، ويقوم الكابتن الطيار بتقسيم المجموعات حسب حجم البالون، فالمناطيد لها أحجام مختلفة إما 800 وهي تتحمل 30 فردًا، أو 600 وتتحمل 20 فردًا، أو البالون البرايفت ويتحمل 4 أفراد، ويقوم الكابتن بتقسيم الزبائن حسب الحجم ليتمكن من ضبط وزن البالون. حيث تنطلق الرحلة غالبًا قبل موعد الشروق بنصف ساعة، يتمكن خلالها المصريون والأجانب الاستمتاع بالمظهر الجمالي للحقول الخضراء والمعالم الأثرية من سماء الأقصر، إذ ينطلق المنطاد عبر البر الغربي مرورًا بتمثالي ممنون ومعبد حتشبسوت ومقابر النبلاء ووادي الملوك، بالإضافة لمشاهدة نيل الأقصر. سعر رحلة البالون الطائر تزيد على 100 دولار للفرد بالنسبة للمصريين والأجانب، وفي الشهور غير موسمية يقل السعر نسبيًا، فموسم رحلات البالون هو الكريسماس ورأس السنة وإجازة نصف العام وهو الأعلى سعرًا. وتحتل الأقصر المرتبة الثالثة عالميًا، في معدل رحلات البالون، حيث تشهد انطلاق 11 ألف رحلة بالون على مدار كل عام، تحمل على متنها 216 ألف سائح، وتنطلق ما بين 15 وحتى 25 رحلة طيران في سمائها يوميًّا وهناك مساعٍ لربطها بسياحة السفاري، وتدشين مطاري إقلاع جديدين يضافان للمطار الحالي قرب معابد الملوك بالبر الغربي. أول رحلة للبالون الطائر، فوق سماء مدينة الأقصر، أقلعت في العام 1988، وقادها طيارون بريطانيون، كانوا يعملون لصالح شركة "فيرجن" البريطانية، التي أسست أول شركة بالون في مصر، وكانت تحمل اسم " بالونزا أوفر إيجيبت". وفي العام 1994، بدأ تأسيس أولى شركة بالون بتمويل وخبرات مصرية، حيث تأسست شركة "هدهد سليمان"، و"سندباد" للبالون الطائر، إلى أن وصل عدد الشركات العاملة بسياحة البالون الطائر في مدينة الأقصر ل8 شركات، يعمل بها مئات المصريين، هي: "آلاسكا، وماجيك، وسنباد، وبلو بيرد، وهدهد سليمان، ودريم، وإكسلنت"، تملك كل واحدة منها عشرات المناطيد، أكبرها يمكنها حمل 32 راكبًا وأصغرها تحمل 4 فقط، بينما تختلف بقية الحمولات ما بين 12 و20 و24 و28 راكبا، وتتراوح مدة الرحلة السياحية الواحدة من 40 دقيقة إلى 60 دقيقة، بارتفاع 2000 قدم عن أرض مدينة الأقصر. وفي مايو من عام 2009 قررت السلطات إقامة أول مطار للبالون الطائر على مساحة 60 فدانا غرب مدينة الأقصر ( 721 كم جنوبالقاهرة)، وذلك عد حادث سقوط بالون ماجيك هورايزون مؤخرا. ويضم المطار صالة استقبال ومبنى للمراقبة ومنطقة خدمات سياحية ومكاتب لشركات البالون مجهزة بأحدث نظم الاتصال الراداري. نشاط البالون الطائر يتوقف على توقعات الأرصاد الجوية والتي يحصلون على تقاريرها من هيئة الأرصاد يوميًا، ورغم انتشار ذلك النوع من السياحة في عدة أماكن بالعالم منها لندن وإسبانيا وتركيا وكينيا ومصر، إلا أن الأقصر تعد المكان الوحيد الذي يصلح لمزاولة النشاط معظم أوقات العام، وذلك لطبيعية الجو الملائم وطقسها المعتدل، بالإضافة إلى المناظر الخلابة التي تتميز بها المدينة، ونهاية الشتاء يعد التوقيت الأفضل للطيران في العام، حيث يبدأ الجو في الاعتدال. وبحسب اتحاد شركات البالون في الأقصر، فإن مصر من الدول الرائدة في مجال البالون الطائر، حيث تحتل المركز الثاني عالميا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك لما تتمتع به من طقس مستقر، ومناظر طبيعية مبهرة، مثل المعابد الفرعونية، ونهر النيل الخالد الذي يعانق الجبال والزراعات والآثار المصري. واكتسبت رحلات البالون فوق معابد الفراعنة، في غرب الأقصر، شهرة واسعة، حيث جرى إقامة مهرجان دولي للبالون في المدينة، التي باتت تشتهر بهذا النمط من السياحة، وباتت محط أنظار عشاق المغامرة في العالم، حيث استضافت المدينة مهرجانا دوليا للبالون بمشاركة 41 طيارًا من 9 دول أوروبية. وشملت إجراءات استئناف سياحة البالون الطائر العديد من الخطوات جاءت كالتالي: 1- تجميل ورفع كفاءة أرض المطار. 2- تركيب شبكات المراقبة والإضاءة المختلفة، التي شملت المطار بالكامل. 3- إجراء الصيانة اللازمة قبل عودة الرحلات من جديد. 4- تركيب مجموعة من كاميرات المراقبة الحديثة عالمياً. 5- إنشاء محطة متكاملة للمراقبة الجوية. 6- محطة أرصاد جوية حديثة ومتطورة. 7- العمل بسعة 50% حرصًا على تطبيق الضوابط والإجراءات الاحترازية اللازمة. 8- تعقيم وتطهير البالون بشكل دوري واتباع إجراءات التباعد عند الركوب أو النزول منه. 9- توفير معقمات اليدين باستمرار وفقا لتعليمات وزارة الصحة. 10- الكشف الدوري على العاملين لهم قبل وبعد الانتهاء من الرحلات.