تغيّرت كل ملامح الدولة ومؤسساتها والمتحكمون بزمام الأمور أو المشاركون في مراسم المرحلة الجديدة التي تشهدها مصر عقب انتخابات الرئاسة 2014، ورغم ذلك ظل أحمد نعينع، قارئ القرآن الرسمي في احتفالات اليمين الدستورية أو المؤتمرات الرسمية بتلاوته بصوت حفظه الشعب المصري عن ظهر قلب، ويستمر "نعينع" في مشواره الذي بدأه منذ 33 عامًا بافتتاحه مراسم أداء المشير عبدالفتاح السيسي للقسم الدستوري كرئيس لجمهورية مصر العربية، المُقام اليوم بالمحكمة الدستورية العليا. وبدأ "نعينع" في الظهور منذ أن جلس الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في إحدى المناسبات عام 1980 متحدثًا إلى مَن يجاوره، ليأتي صوت تنبيهي من "الميكرفون" بأن الجميع سيستمع الآن إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت أحد المشايخ الدكتور أحمد أحمد نعينع، ويستمع السادات حتى ينبهر بصوت القارئ ويقرر أن يخبره بإعجابه به وأنه يريد أن يراه، حتى يعينه ضمن فريق الأطباء الشخصي له، بحكم دراسته للطب بجامعة الإسكندرية، وكذلك القارئ الأول للقرآن في مصر نظرًا لموهبته التي فرضت نفسها، ومن يومها أصبح "نعينع" هو قارئ القرآن الأول في المناسبات الرسمية الرئاسية في مصر. ذاع صيته في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث كان يفتتح جميع المناسبات والمؤتمرات الرسمية بتلاوته للقرآن، وعرفه الشعب من خلال هذه الافتتاحة، وشهد خطاب الرئيس محمد مرسي في جامعة القاهرة بعد تنصيبه أول رئيس لمصر عقب ثورة 25 يناير، حيث بدأ الحفل بتلاوة آيات قرآنية، مرورًا بافتتاحه لمؤتمر الاحتفال الذي أُقيم 14 ديسمبر من العام الماضي بقصر الاتحادية الرئاسي، بمناسبة إعلان المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية. حفظ نعينع القرآن الكريم كاملًا قبل أن يتجاوز الثامنة من عمره، ودرس فن التجويد بقريته مطوبس بمحافظة كفرالشيخ، حتى حصل على الإعدادية والثانوية والتحق بكلية الطب جامعة عين شمس، وقرأ القراءات العشر أيام دراسته الجامعية على يد الشيخ محمد فريد النعماني وزوجته الشيخة أم السعد، حيث كان يذهب إليهما بعد صلاة الفجر يوميًا لمدة ساعتين ثم يتوجه إلى الجامعة، وبدأ تأثره بقراءة الشيخ أحمد إسماعيل، وقرأ الدكتور أحمد نعينع، في جمعية الشبان المسلمين، في حضرة الشيخ الغزالي، والشيخ حسن مأمون والشيخ أحمد حسن الباقوري، فذاع صيته في الإسكندرية، وقرأ في مسجد السماك على مدار عشر سنوات، وكذلك ذاع صيته في بلدان العالم العربي وتلقى العديد من الدعوات لتلاوة القرآن بها.