حالة من الحزن سيطرت على أهالي منطقة "عزبة السجن"، بالقناطر الخيرية، في محافظة القليوبية، بعد مقتل الشاب "محمود"، والذي لقب ب"شهيد الشهامة"، بعدما دفع حياته ثمناً للدفاع عن إحدى الفتيات بعد محاولة 3 أشخاص التحرش بها، حيث طالب أهالي المنطقة بسرعة القصاص من الجناة. وقال "محمد محمود"، أحد شهود الواقعة من جيران المجني عليه، إن "محمود"، الذي كان يعمل سائق "توك توك"، هو العائل الوحيد لأسرته، بعد وفاة والده، حيث أن والدته طريحة الفراش، ولديه 3 أخوة، بنتان وولد، هو أكبرهم، مشيراً إلى أنه بدأ يتحمل مسئولية أسرته مبكراً، إلى جانب دراسته، موضحاً أنه كان يتميز ب"الجدعنة"، وخدمة أهالي المنطقة. وأضاف أنه في يوم الحادث، انطلق "محمود" ليبحث عن مصدر رزقه، ليستوقفه مشهد غير لائق من قبل 3 أشخاص، كانوا يحاولون التحرش بإحدى الفتيات من أهالي منطقته، وكانوا يتنافسون على من يصطحبها، فاستشاط "محمود" غيظاً، وانطلق نحو الشبان وطلب منهم ترك الفتاة، وأبلغهم بأنه مسئول عنها، وأن والدتها طلبت منه أن يعتني بها، وحدثت مشادة كلامية بين الطرفين، قام على أثرها المتهمين الثلاثة بالاعتداء عليه بالضرب ،ومزقوا جسده ب"مطواة"، وتركوه غارقاً في دمائه. وكان مدير أمن القليوبية، اللواء فخر الدين العربي، قد تلقى إخطاراً من مأمور مركز شرطة القناطر، العميد محمد غيث، بورود بلاغ يفيد بوصول شاب يُدعى "محمود م. ع."، 17 سنة، سائق "توك توك"، إلى مستشفى القناطر، جثة هامدة، إثر إصابته بجرح طعني أعلى الصدر. انتقل المقدم أسامة مشهور، رئيس مباحث المركز، وتبين حدوث مشاجرة بين المجني عليه و3 آخرين، هم "محمود ش."، سائق "توك توك"، و"محمد خ."، صاحب مشتل، و"أحمد ع."، سائق، بسبب معاكسة المتهمين إحدى الفتيات، فتدخل المجني عليه لمنعهم، إلا أنه تلقى طعنة نافذة في الصدر، أودت بحياته. تمكن النقيب إسلام صادق، رئيس وحدة تنفيذ الأحكام بمباحث المركز، من ضبط المتهمين، والتحفظ على أداة الجريمة، وتولت النيابة التحقيق، وأمرت بالتصريح بدفن الجثة، عقب مناظرة الطب الشرعي وبيان سبب الوفاة، كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة.