يعيش الآلاف من سكان ولاية نهر النيل في السودان أوضاعا مأساوية بعد أن فقدوا المأوى وتقطعت بهم السبل جراء الفيضانات غير المسبوقة التي اجتاحت مناطقهم وشردت أكثر من 3 آلاف أسرة وقطعت الطريق الرئيسي الرابط بين الولاية ومدينة بورسودان الميناء الرئيسي الذي تعبر منه إمدادات السلع الأساسية. وأدت الفيضانات إلى صعوبات كبيرة في الحصول على السلع الأساسية وخصوصا الخبز، كما أن اليوم هو الأول في امتحانات الثانوية العامة السودانية، وبالرغم من المطالب بالتأجيل إلا أن المحاولات لم تفلح. الصادق محمد، شاب سوداني ضمن مؤسسي مبادرة "وصلني"، التي أطلقها عدد من الناشطين في بادرة إنسانية وتكافلية نادرة، من أجل توصيل طلاب الثانوية العامة للامتحانات. ويقول الصادق ل"الوطن": "الفكرة نشأت بيننا كشباب لمساعدة طلاب الثانوية العامة في الامتحانات، فالطرق صعبة للغاية بسبب الفيضانات، ونجحنا في توفير 10 ركشات (توك توك) و5 سيارات أجرة (تاكسي) وسيارتي بوكس، وتواصل معنا الكثير من الطلاب الذين قمنا بتوصيلهم بسلامة وأمان". وأضاف الصادق: "قمنا بلصق إعلانات تحمل أرقام هواتف أصحاب السيارات والتكاتك لنقل الطلاب مجانا إلى مراكز الامتحانات التي يجلس لها أكثر من 541 ألف طالب وطالبة". وتعالت أصوات عديدة خلال الأسبوعين الماضيين مطالبة بتأجيل الامتحانات للمرة الثانية بسبب تداعيات الفيضان، بعد أن تم تأجيلها عن موعدها الأصلي في أبريل بفعل جائحة الكورونا، لكن الحكومة السودانية رأت إقامتها في موعدها الجديد متعهدة بتيسير عملية وصول الطلاب إلى مراكز الامتحانات. يشار إلى أن منسوب النيل كان قد ارتفع في ذروة الفيضانات إلى 17.62 مترا، وهو مستوى غير مسبوق منذ بدء رصد النهر قبل أكثر من 100 عام، غير أن وزارة الري السودانية أشارت، أمس السبت، إلى أن مناسيب النيل توالي الانخفاض في معظم الأحباس. وكشفت وزارة الداخلية السودانية أن عدد الضحايا جراء الفيضانات غير المسبوقة في السودان ارتفع إلى 106 قتلى. وقالت الوزارة في بيان لها إن عدد قتلى فيضانات السودان ارتفع إلى 106، في حيم ارتفع عدد المنازل التي انهارت بالكامل نتيجة لذلك إلى نحو 28250 منزلا، فيما لحقت أضرار جزئية بقرابة 44 ألف منزل. وفي تقرير سابق، بلغ عدد المصابين جراء الفيضانات والسيول، التي ضربت 16 من أصل 18 ولاية في السودان، حوالي 50 شخصا، في حين غمرت مياه الفيضانات، التي شردت أكثر من 600 ألف شخص ومسحت قرى بأكملها عن الوجود، عشرات المرافق الحكومية في عدد من المناطق.