التقى الرئيس محمد مرسى بعدد من أعضاء الجالية المصرية فى روما، وأعرب فى بداية اللقاء عن غضبه من ضعف الحضور متهماً السفارة بالتقصير، وكشف مرسى عن أنه قرر تعيين د.أيمن على، المقيم بالنمسا، مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون المصريين بالخارج، كما كلف سفير مصر فى إيطاليا بجمع كل الشكاوى من الحضور وإرسالها إلى وزارة الخارجية لبحثها والعمل على حلها. وأوضح الرئيس أنه جارٍ بحث سعر التأشيرة المصرية ليتم رفع ثمنها، ولفت إلى أنه سيبحث مشكلة الشباب الذين تخلفوا عن التجنيد ممن لا يزالون مطلوبين. وحول أزمة تحويل أموال المصريين بالخارج أوضح الرئيس أنه تم عمل اتفاقية مع الجانب الإيطالى لتحويل الأموال بريدياً. وتركزت مشكلات أعضاء الجالية فى تسوية مواقفهم القانونية وإنشاء جامعة مصرية وتأسيس مجلس قومى لرعاية شئون المهاجرين، فضلاً عن إنشاء مساجد فى إيطاليا للمسلمين ومدرسة لتعليم اللغة العربية لأبناء الجالية. بدأ لقاء الرئيس محمد مرسى بأعضاء الجالية المصرية فى روما بهتاف بعض أعضاء الإخوان المشاركين فى اللقاء: «الله أكبر ولله الحمد» وسط موجة من التصفيق الحاد. ثم صرخت سيدة من الحضور قائلة: «معايا جواب ليك يا ريس» وعندما حاول البعض إسكاتها أصر الرئيس على أن يأخذ الجواب بنفسه. وقال الرئيس مرسى: كنت أتمنى أن يكون الحضور أكثر من ذلك، لكن لا أدرى لماذا اقتصر الحضور على عدد قليل، هل قصرت السفارة أم أن الرسالة وصلتها خطأ؟ وأشار إلى أنه فى المرة القادمة سيحرص على أن يتم اللقاء فى مكان أكبر يتسع إلى 5 آلاف مصرى، وقال: «أريد أن أتحدث إلى الجميع بقلب مفتوح وبعقل يقدركم جميعاً ويعرف طبيعة الوطن الذى تعيشون فيه». ولفت إلى أن إيطاليا من البلاد التى بها مناخ جيد للعمل والتواصل بين أبناء الجالية المصرية الذين يقدر عددهم ب 200 ألف من المصريين، وأصبحت كلمة الغربة ليس لها مدلول ومعنى، كما كانت عليه فى الماضى وإنما تقاربت الأزمنة والمسافات وأصبح الأمر أكثر يسراً ولكن يبقى الوطن الأول هو الأول وكلكم تعرفون «ما الحب إلا للحبيب الأول» فضحك الحضور، ثم استطرد مرسى قائلا «والا انتو مش بتوع الكلام ده». وقال أحد الحضور: «أهل النوبة بيسلموا عليك يا ريس» فرد مرسى قائلا: «أهتم بأهل النوبة اهتماماً لا يقل عن أهل القاهرة ولكن أنتم تعلمون أن الأمور تأخذ وقتها، لكن حقكم لن يضيع». وأوضح مرسى أن مصر الآن تمر بمرحلة فى منتهى الأهمية، ولفت إلى أن الفرص تأتى للشعوب على فترات بخلاف الفرص التى تأتى للأفراد، فمن الممكن أن تأتى مرات عديدة، مؤكداً أن العالم لا يعرف إلا لغة القوة وهذه سنة من سنن الله فى كونه، ولا يقصد بها القوة العسكرية فقط لكن قوة الأداء والإنتاج والإرادة والعقل والعاطفة وما إلى ذلك. وأشار إلى أن هناك رجالاً فى مصر أقوياء لكن المشكلة أن هذه القوة الفردية لم تتح لها الفرصة لتعمل مجتمعة، فكان لدينا فوضى وإهدار وسوء إدارة الموارد ولذلك أصبح الحال لا يرضى أحداً، ونريد مع بعضنا البعض أن ننتقل من حالة الفعل الفردى غير المرشد إلى الفعل المؤسسى المرشد، وهذا الانتقال يحتاج منا إلى عمل منظم وفكر ورؤية واضحة وتحديد أهداف عظيمة وبعيدة تتناسب مع أصحاب هذه الرؤية، بالإضافة إلى أريحية وصبر مع بعضنا البعض حتى يمكن أن نقلل ضجيج هذا الاختلاف. وأكد مرسى أن لديه إصراراً على استقلال السلطات الثلاث؛ التشريعية والقضائية والتنفيذية، بالإضافة إلى الانتهاء من عمل الدستور، فضلاً عن إرساء مبدأ تداول السلطة وهى مسئولية مباشرة لرئيس الجمهورية الآن. وشدد «مرسى» على ضرورة أن يتم إيداع مدخرات المصريين فى الخارج داخل الوطن، خاصة أن هناك ما يقرب من 8 ملايين مصرى بالخارج لو قام كل فرد بإيداع أمواله فستكون هناك وديعة فى مصر لا تقل عن 30 مليار دولار، وشدد على أن ميزة هذه المدخرات أنها تشجع البنك المركزى على طبع المزيد من العملة؛ لأن قيمة الجنيه تعتمد على رصيد المدخرات، وقاطعت سيدة حديث الرئيس قائلة: «لكن ده يبقى ربا يا ريس» لكن مرسى لم يرد. وأوضح مرسى أن لديه اقتراحاً بزرع الطرق السريعة بأشجار الزيتون أو البرتقال أو التفاح، لافتاً إلى أن مثل هذه الأشجار لا تحتاج إلى مياه كثيرة، وأكد أنه مشروع ضخم يعود بفائدة اقتصادية كبيرة جداً وصحية وجمالية فى الوقت ذاته. وصرخ أحد الحضور قائلاً: «أنا بقالى 21 سنة مش عارف أنزل مصر ومظلوم هنا ووزير الخارجية والسفير يعلمان بمشكلتى، اتهمت عام 1995 بمحاولة اغتيال مبارك وحتى الآن مضطهد من السلطات الإيطالية رغم حصولنا على البراءة منذ 3 سنوات ولا أستطيع العودة لبلدى أنا وأسرتى، بالإضافة إلى العنت الذى ألاقيه من السلطات الإيطالية ضدى أنا وعائلتى».