اتهمت صحيفة بريطانية عضوا سابقا باللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اليوم بدفع رشى بلغت 5 ملايين دولار لمسؤولي كرة قدم بارزين مقابل دعم ملف قطر لاستضافة كأس العالم عام 2022. وقالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية إنها حصلت على ملايين الوثائق السرية التي تثبت قيام محمد بن همام، نائب رئيس الفيفا السابق، وهو قطري الجنسية، بالضغط من أجل فوز بلاده باستضافة المونديال قبيل التصويت الذي أجرى في ديسمبر عام 2010. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية "مؤامرة شراء كأس العالم"، زاعمة أن "ابن همام" دفع رشى لعشرات المسؤولين الرياضيين البارزين في إفريقيا وكذلك رينالد تيماري، وجاك وارنر، عضوي اللجنة التنفيذية للفيفا السابقين عن اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم "كونكاكاف". وتأتي هذه المزاعم قبل أقل من أسبوعين على انطلاق كأس العالم بالبرازيل، وتثير شكوكا جديدة حول التصويت الذي أجرى عام 2010 ومنح حق تنظيم المونديال لدولة خليجية صحراوية صغيرة. وتجري لجنة الأخلاق المستقلة التابعة للفيفا تحقيقا في هذا الشأن. وذكرت "صنداي تايمز" أن "بن همام" رفض الرد على المزاعم، كما نفى أعضاء اللجنة المسؤولة عن ملف قطر لاستضافة المونديال أي صلة لهم بنائب رئيس الفيفا السابق، قائلين إنه لم يلعب أي دور سري في حملتهم. ولم يرد أعضاء اللجنة على مكالمات الأسوشيتد برس طلبا للتعليق. ولم يعد "بن همام"، الذي كان أحد أكثر شخصيات الفيفا إثارة للجدل، عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا بعد سقوطه في فضيحة فساد أثيرت خلال حملته الفاشلة لتولي رئاسة الفيفا عام 2011. ومع ذلك، تزعم الصحيفة البريطانية أنه استغل منصبه عندما كان عضوا باللجنة التنفيذية من أجل تأمين قيام أعضاء بارزين باللجنة المسؤولة عن اختيار ملفات الدول الراغبة في استضافة المونديال بالتصويت لصالح قطر ومنحها حق استضافة أبرز بطولة رياضية في العالم. وفازت قطر على محاولات الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا لاستضافة المونديال. ووفقا للصحيفة، استخدم "بن همام" 10 صناديق خاصة احتياطية تديرها شركة خاصة يمتلكها ودفع رشى نقدية، بلغت قيمتها 200 ألف دولار، ونقلها إلى حسابات مصرفية تابعة ل30 من رؤساء اتحادات كرة قدم إفريقية أثروا في اختيار 4 أعضاء في لجنة الفيفا كانوا يمثلوا قارة إفريقيا. كما زعمت الصحيفة أنه نظم رحلات ترفيهية فخمة ل3 مسؤولين أفارقة وأعطاهم نحو 400 ألف دولار نقدا. وقالت الصحيفة إن الوثائق تظهر أن بن همام دفع 305 آلاف يورو (415 ألف دولار) على الأقل في شكل رسوم قانونية لتيماري بعد تعليق عضويته عقب قوله لصحفيين سريين إنه تلقى عرضا بقيمة 12 مليون دولار مقابل التصويت. ومنحت مساعدة "بن همام" "تيماري" الاستئناف على قرار تعليق عضويته ومنعته من استبدال مخططه بالتصويت لأستراليا، وفقا ل"صنداي تايمز". كما اتهم "بن همام" أيضا بتحويل أكثر من 1.6 مليون دولار مباشرة إلى حسابات مصرفية تابعة ل"وارنر"، بما في ذلك 450 ألف دولار قبل التصويت. واستقال "وارنر" من مناصبه الرياضية، بما في ذلك عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا، في يونيو عام 2011 لتجنب الخضوع للتحقيق في فضيحة تلقي رشوة مرتبطة بحملة بن همام لرئاسة الفيفا. وقالت صنداي تايمز أيضا إن بن همام دفع 800 ألف دولار لاتحاد كرة القدم في دولة ساحل العاج، والذي وافق ممثلها في اللجنة التنفيذية للفيفا جاك أنوما على تقديم مساندة قوية لملف قطر. كما دفع 400 ألف دولار لاتحادين اثنين آخرين لديهما عضوان يمتلكان حق التصويت.