يعتبر مشروع "بورسعيد 2020" استمرارا لمسلسل مشروع التنمية في شرق بورسعيد، الذي لم يتم تنفيذ سوى محطة حاويات واحدة فقط على أرض الواقع منه، وهي شركة قناة السويس لتداول الحاويات. وتم الإعلان عن المشروع لأول مرة في عهد النظام السابق، ويتفقده وزراء النقل واحدا تلو الآخر حتى الآن، لكن الجديد هذه المرة هو أن مجموعة من الشباب قاموا بتبني فكرة المشروع من خلال المؤتمر الأول لتدشين رؤية بورسعيد 2020، أو "السد العالي الخاص ببورسعيد" كما وصفه القائمون على المؤتمر، الذي عقد بقاعة هيئة مواني بورسعيد، اليوم السبت، وهو ما طالب به الدكتور محمد غنيم، عضو مجلس أمناء مدينة زويل، موضحا أنه مشروع تأخر منذ 1956، ولكن يمكن اللحاق به في ظل وجود التنمية البشرية وبمشاركة رجال الأعمال من الشباب، بشرط أن يتخلصوا من فساد النظام السابق. ونادى غنيم بتجاوز مرحلة المحاكاة إلى الإبداع، مثل دول شرق آسيا، التي بها تنمية معرفية وخدمية وإنتاجية. وأشار إلى أن أبناء مصر مؤهلين لذلك، كما أن الظهير الصحراوي للمنطقة، وخاصة رمال سيناء، التي نصدرها بأثمان غالية بعد دخولها في صناعات مثل السيليكون. وأكد غنيم استعداده للمشاركة في هذه التنمية في الخدمات الصحية، بشرط إنشاء مستشفيات على أعلى مستوى وتدريب أطباء بشكل يناسب التطور. وافتتح فاعليات المؤتمر اللواء أحمد عبدالله، محافظ بورسعيد، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس هيئة التخطيط العمراني، والدكتور محمد غنيم، عضو مجلس أمناء مدينة وزيل، والدكتور عاطف علم الدين، نائب رئيس جامعة بورسعيد، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية وممثلو الأحزاب والنشطاء السياسيين والاجتماعيين. وأكد اللواء المحافظ أنه عقد اجتماعات استغرقت عدة شهور، ضمت متخصصين داخل وخارج مصر، لدراسة تكتلات المواني الأخرى التي حققت هذه النجاحات، وتطبيقها في أحد محاور التنمية بمصر، وهي شرق بورسعيد. وأشار إلى أنه سيتم قريبا إقرار هذه الكيانات التي ستدير هذه الاجتماعات، وأوضح أنه آن الأوان لاستغلال موقع بورسعيد الفريد، الذي يتميز عن باقي مواني العالم، والذي سيؤهل بورسعيد لأن تكون قاطرة التنمية. وقال إن الجديد هذه المرة هو التفاعل بين رؤية أبناء بورسعيد من الشباب ورجال الأعمال ومن خارج مصر والتنفيذين، للوصول إلى أفضل السبل والإمكانيات. وأضاف أن مواني بورسعيد احتلت الآن المركز الثاني في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، والأول في أفريقيا، وأنه إذا طُبِّقَ تطويرها ستصل إلى المركز الأول على مستوى العالم. وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن هدف المؤتمر هو المشاركة المجتمعية ما بين الحكومة والدولة والمؤسسات الشعبية والوطنية، وأنه تم وضع مشروع شرق بورسعيد على رأس قائمة مشروعات التنمية في مصر، والمخطط لها على ثلاث مراحل، ستكون المرحلة الأولى في الفترة من 2012 حتى 2017 ببورسعيد، ثم استكمال المخطط حتى 2027، ومنه إلى سنة 2052. يذكر أن المؤتمر يناقش مشروعا يتناول رؤية نهضة بورسعيد على الخريطة العالمية، التي ستبدأ بتحقيق الأمن في سيناء ثم بورسعيد وباقي المحافظات الأخرى، كما أنه يمكن الاستفاد من وضع بورسعيد كمركز الخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وأكبر منطقة لصناعات القيمة المضافة، وكمركز للتجارة الداخلية والخارجية، وبها أكبر مركز للتدريب والتعليم في مجال النقل البحري وصيانة السفن.