هاجمت مجموعة من المسلحين بورصة كراتشي، المدينة الكبرى في جنوبباكستان وعاصمتها المالية، الاثنين، بحسب ما أعلنت الشرطة، ويقع المبنى في منطقة شديدة التأمين، ويضم المكاتب الرئيسية للعديد من البنوك الخاصة. وقال ناطق باسم شرطة كراتشي لوكالة فرانس برس، "هناك عدد غير محدد من المهاجمين داخل البورصة وفي محيطها يطلقون النار"، بحسب ما ذكرته قناة "العربية". من جهته، قال غلام نبي ميمون، مسؤول في الشرطة الباكستانية، إن "أربعة مهاجمين قتلوا"، مشيرا إلى أن الوضع تحت السيطرة، مضيفا ل "رويترز"، "إن المهاجمين جاؤوا في سيارة كورولا فضية اللون". وأوضح رضوان أحمد، أحد مسؤولي الشرطة في مكان الحادث، إنه بعد فتح النار، دخل المسلحون إلى قاعة البورصة ذات الأسوار العالية، مشيرا إلى إنه تم العثور على إمدادات غذائية مع جثث المسلحين، ما يدل على أنهم ربما خططوا لحصار طويل أحبطته الشرطة بسرعة. من جهته قال مسؤول في البورصة الباكستانية لوكالة فرانس برس، "لقد توقف إطلاق النار في الوقت الراهن". ووفق تقرير أولي فإن أربعة مهاجمين خرجوا من مركبة وألقوا قنابل يدوية عندما تصدى لهم أحد الحراس، ثم دخلوا مبنى البورصة قبل أن تتدخل قوات الدرك وتطوق المبنى وتتعامل مع المهاجمين. وقد أسفر الهجوم وفق شهود عيان عن مقتل مدنييْن اثنين على الأقل بالإضافة إلى سقوط جرحى، كما تم إخلاء المبنى من الزوار والموظفين حيث تجري عملية تمشيطه من قبل قوات الأمن. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يأتي بعد فترة من الهدوء النسبي في أعمال العنف في باكستان، وكانت منظمة مجهولة تطلق على نفسها اسم "الحرس الثوري السندي"، تبنت قبل عشرة أيام، المسؤولية عن سلسلة هجمات بقنابل بدائية أسفرت عن مقتل 3 بينهم عنصران من الدرك، وإصابة 5 آخرين، وعادة يلوح المسؤولون الباكستانيون بإصابع الإتهام إلى الهند بالتورط في مثل الهجمات ودعم العناصر الإرهابية والانفصالية في باكستان. كما يأتي الهجوم على بورصة كراتشي بعد عشرة أيام على إطلاق قنبلة على صف انتظار أمام مكتب مساعدات اجتماعية ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين. ولم تتبن أي مجموعة هذا الهجوم. وبعد عقد شهد اعتداءات شبه يومية، تراجعت وتيرة العنف بشكل كبير في باكستان. وباتت هذه الهجمات تشكل استثناء. ومدينة كراتشي الساحلية التي كانت لسنوات تسجل معدلات مرتفعة من الجريمة، باتت أكثر أمانا اليوم بعد فرض قوى الأمن سيطرتها.