كنت فى طريقى يوم السبت الماضى إلى حلقة من برنامج صباح أون، للإعلامى المشرق رامى رضوان، فى قناة «أون تى فى». قبل دخول القناة بدقائق معدودة، اتصل بى أكثر من مشاهد ممن يعرفون هاتفى، فى مقدمتهم الأستاذة إيناس المرصفاوى، أم شباب الثورة. كل الذين اتصلوا بى حينئذ، قالوا لى، بانزعاج كاد يزعجنى أيضاً، «إلحق، فيه باحث يسمى عمرو سمبل، كان فى مداخلة هاتفية فى نفس برنامج صباح أون، واتهمك بالضلوع فى مؤامرة قامت بها قطر ضد مصر». هذه المؤامرة فى مداخلة الأستاذ الباحث سمبل هى -كما يقول- المؤتمر التحضيرى لأحداث يناير، حيث يرى أن أحداث ووقائع 25 يناير، هى مؤامرة وليست ثورة، كما نراها ويراها الكثيرون، بل الملايين بمن فيهم كثير من المسئولين حتى الأمريكان. لو كان قد حدث هذا الذى قاله الأستاذ الباحث، ربما يكون ذلك جزءاً من العمل التحضيرى ليناير، كما يرى الباحث، ولكن هذا الذى ذكره الباحث فى هذا التاريخ 15 يناير 2010 وبهذه الصورة، محض اختلاق ولا وجود له على الإطلاق. لم أكن فى قطر فى يناير 2010 أبداً. سألنى الأستاذ رامى رضوان: ما تعليق حضرتك على ما جاء فى مقدمة الحلقة على لسان عمرو سمبل الباحث الإسلامى، عندما ذكر أن حضرتك من ضمن من اجتمعوا من قيادات الإخوان قبل ثورة 25 يناير، كان الاجتماع ده فى عام 2010، قال إن الاجتماع كان غرضه الإعداد لما سماه مؤامرة على مصر، وما يحدث فى 25 يناير، الذى يراه البعض أمنياً ثورة، وتم استغلالها من قبل الإخوان؟ كان ملخص ردى على ذلك الاتهام الخطير كالآتى: «اللى ميعرفوش الرجل أنى استقلت من قيادة التنظيم العالمى فى آخر التسعينات، وكنت فى سنة 2010 عضواً وليس فى القيادة. وكنت ممنوعاً من السفر إلى أمريكا من عام 1994، حتى وفود الدبلوماسية الشعبية، منهم الأستاذ عادل حمودة والمستشار الفضالى وبعض السفراء من الخارجية لما حكيت لهم القصة استغربوا، وقالوا هنحل المشكلة دى إن شاء الله تعالى، ولم نجد لها حلاً حتى الآن. وكان ينبغى على الباحث أن يقرأ كتابى: السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، وموقفى من أمريكا وجرائم أمريكا واضح للجميع. أنا لما قابلت القائم بالأعمال الأمريكى فى جنيف، فى مؤتمر من ضمن اجتماعات حقوق الإنسان، بدعوة من السفير الدكتور وليد عبدالناصر، قلت للقائم بأعمال أمريكا «اللى مثلك وعندهم جوانتانامو ميتكلموش عن حقوق الإنسان فى مصر ولا يقولوا إن فيها انتهاكات وهى بتحارب الإرهاب». لازم فهم الصورة الكاملة. قلت أيضاً فى البرنامج، «كان يجب على الباحث الإسلامى عمرو سمبل قراءة كتاب عبدالعظيم حماد عن الإخوان المسلمين والعلاقة مع أمريكا». شرحت له الوضع وكتب كلاماً جيداً واضحاً، ولكن للأسف الشديد صلاح منتصر فى «الأهرام» فهمه غلط، ورديت عليه فى «الأهرام العربى» بمقال طويل عن علاقة الإخوان بأمريكا وموقع كمال الهلباوى من تلك العلاقة. المهم أن يعرف الباحث عمن يكتب أو يتهم. أضفت قائلاً «إن تشويه رموز الحركة الوطنية إن كان بتسريبات أو معلومات أمر خطير للغاية». سألنى مرة أخرى الأستاذ رامى «طيب يعنى حضرتك مكنتش فى الاجتماع؟» قلت «لا يمكن، لا يمكن أكون فيه، لا أمريكا ولا الإخوان ولا قطر، يجيبوا كمال الهلباوى فى مثل هذه الاجتماعات». أضفت قائلاً «أنا وطنى قبل أن أكون إسلامياً، ولا يمكن أن أشارك فى عمل خيانة مثل ذلك. كلام عمرو سمبل يتضمن إساءة للثورة. وتشويهاً لصورة ثورة 25 يناير، القول إن الأمريكان هما اللى وراء الثورة دى. هذا كلام خطير». طلبت من الباحث عندما استدعاه الإعلامى رامى رضوان مرة أخرى، وأنا فى الاستوديو، أن يرسل لى ما سماه الوثيقة التى استند إليها فى قراءته وتحليله لهذا الموقف. أرسل لى الرجل مشكوراً بالإيميل ما رآه وثيقة، كانت الرسالة التى تلقيتها من الأستاذ سمبل ممهورة باسمه وصفته «باحث سياسى وتاريخى - عضو الجمعية التاريخية». الرسالة التى جاءتنى تقول: «الأستاذ الكريم كمال الهلباوى، مرفق الخبر المنشور عن مؤتمر (المنتدى الإسلامى الأمريكى) يوم 15 فبراير 2010 وبه قائمة الحاضرين، وقد تم نشر هذه الوثيقة يوم 16 يناير 2010». انتهت الرسالة ومرفق بها ورقة فيها الأسماء التى ذكرها الرجل فى مداخلته. تعجبت كيف ينشر الخبر عن المؤتمر يوم 16 يناير، والمؤتمر كما جاء بالرسالة يوم 15 فبراير 2010؟ وفى إيميل آخر من الأستاذ الباحث عمرو سمبل أرسله لى أيضاً يوم 18 / 5/ 2014 قال فيه الآتى: «تصحيح.. تم نشر الخبر يوم 16 فبراير عام 2010 أى بعد يوم واحد من المؤتمر الذى عقد فى الدوحة وشكراً». انتهت الرسالة الأخرى. إذن هناك خطأ فى التواريخ وفى الموضوع وفى العرض. والتعليق الكامل فى مقال الأسبوع المقبل بمشيئة الله تعالى لإبراز الأخطاء الأخرى التى تتعلق بالبحث والموضوع. والله الموفق.