بابتسامة لم تفارق وجهها، جلست السيدة العجوز وسط أبنائها كعادتها أمام التليفزيون، لا تتابع برنامجا بعينه، تغير المحطة من آن لآخر، تنتظر أن يطل، بهرها الرجل منذ إطلالته الأولي في بيان 30 يونيو ولم يتوقف عن إبهارها في كل مرة كان يطل أمامها، يعيد إليها زكرياتها مع الزمن الجميل في عهد ناصر والسادات، تلك العزة التي يتحدث بها، التفاته إلى كل صغير وكبيرة، شعاره الذي وجل له قلبها منذ أن سمعته "تحيا مصر"، لا تعرف السيدة السبعينية رغم تعلمها ما هو "الهاشتاج"، فثقافة العصر الحديث لم تصل إليها، فاكتفت بصورتها مع شعارها المحبب. صدِّيقة أحمد طوبار، مواطنة مصرية، اعتادت أن تجمع أولادها منذ طفولتهم ساعة يوميا في حب الوطن، "بحكي ليهم تاريخ مصر عشان يتحفر في قلوبهم ويعرفوا جمال بلدهم"، على الرغم من السنوات التي مرت على أبنائها وتغيرت فيها ظروف الحياة، "بس لازم يجوا لو حتى يوم في الأسبوع ويقعدوا جنبي زي ما كانوا صغيرين، ويسمعوا مني أمجاد وحكايات بلدهم اللي عمرها ما تخلص". حب الوطن دفع "صدِّيقة" لاتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية، مهما كلفها ذلك من عناء "هنتخب السيسي عشان رجل وطني، حمى البلد من الإخوان والإرهاب، وعشان هو الوحيد اللي هيعرف ياخد قرارات ويقدر يتقدم بمصر لقدام"، مضيفه "من حبي في السيسي أول معرفت من بنتي هاشتاج تحيا مصر، قررت اكتبها بأيدي على ورقة وأتصور بيها جنب صورته عشان تنزل على النت زي ما الشباب بيعملوا، وأدعم السيسي والعالم كله يعرف إننا وراه ومش بسن معين اللي يعمل تحيا مصر، اتصوروا معاها وخلي عيالكوا ينزلوها على النت زي".