قرارات عديدة اتخذتها وزارة الأوقاف الشهر الماضي، مع تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، منها إغلاق المساجد، ووقف الصلاة بها، وتغيير صيغة الأذان لينتهي بدعوة الناس للصلاة في منازلهم، وذلك للسيطرة على الأزمة، ومنع انتشار الفيروس، صاحبها العديد من الشائعات، ولكن تم نفيها جميعًا. وبعد فترة غلق المساجد لمدة شهرين تقريبا، تم نقل شعائر صلاة الجمعة، أمس، من مسجد السيدة نفسية، بحضور 20 شخصا فقط، مع مراعاة كل الإجراءات الاحترازية، فضلًا عن ارتداء الكمامات ورش الكحول والمطهرات، والتباعد الاجتماعي. فيما كشف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن إعداد الوزارة، خطة وضوابط عودة العمل في المساجد، لعرضها على لجنة إدارة أزمة كورونا، المقرر انعقادها في مجلس الوزراء، مطلع الأسبوع المقبل. وقال الوزير، إنه وجّه رئيسي القطاع الديني والمديريات باتخاذ ما يلزم، نحو تحديد أماكن المصلين بكل مسجد لترك مسافة آمنة بين كل مصلٍّ وآخر، من جميع الاتجاهات، استعدادا لأداء الشعائر في بيوت الله حال صدور قرار بذلك من اللجنة، منبها إلى أنه لم يتم تحديد موعد بعينه، لعودة الجُمع والجماعات، إذ إن الوزارة ملتزمة، بما يصدر عن اللجنة. وتعليقًا على هذا الشأن، قال "عم رمضان" خادم مسجد "الرحمن" بحدائق القبة، إن عودة المساجد والصلاة بها، أضحى حلمًا بالنسبة له، بعد أن اعتاد منذ إغلاق الجوامع على أداء الصلاة في المنزل، برفقة أبناءه حال تواجدهم. وأضاف "عم رمضان" ل"الوطن"، أن شعوره بأداء الصلاة في المسجد جماعة لا يضاهيه شئ، مشيرًا إلى أنه بكى في رمضان، لعدم قدرته على أداء صلاة التراويح والتسابيح، والاعتكاف في المنزل كعادة كل عام، خوفًا عل الناس. فيما أعرب محمد طلبة خادم الجامع الشهير بالشيخ طلبة، عن سعادته بوجود خطة لعودة فتح المساجد من جديد، في ظل أزمة كورونا، حيث كان يعتقد أن تلك الخطوة ستطول، وأن إغلاق المساجد سيستمر على الأقل لنهاية العام، قبل أن يسمع بنبأ خطة العودة. وأشار "طلبة"، إلى أنه لم يتوقف عن الدعاء طيلة الأيام السابقة في صلاته أن يزيل الله الغمة، "مش ببطل دعاء إن الجوامع تتفتح، والغمة دي تروح، الدعاء بيرفع البلاء". بينما وصف محمود رضا خادم جامع بمنطقة الوايلي الكبير، حزنه يوميًا، مع كل أذان يرفعه ويقول في آخره، صلوا في بيوتكم"، دون أن يأتي أحد للمساجد، حتى هو يغلق بعدها المسجد ويذهب للصلاة في منزله. ويأمل الحاج رضا، أن يأتي القرار بالفتح سريعًا، "أنا والله عندي استعداد أعقم كل حاجة في الجامع يوميًا، وقبل كل صلاة، بس نشوف بيت ربنا مفتوح، والواحد يصلي جماعة تاني"، واستكمل: "نفسي أرجع أقول قد قامت الصلاة تاني".