هاجم عدد من السياسيين موقف قطر تجاه مشروع بناء سد النهضة الإثيوبي، بعد أن كشفت الأجهزة السيادية المصرية قيام قطر بتمويل الحملة الإعلانية لسد النهضة في وسائل إعلام أجنبية وإثيوبية تشجيعا على دعم المشروع، وإفشال أي محاولات مصرية لحل الأزمة. محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، قال ل"الوطن" إن قطر منذ بدء ثورة يناير وحكام قطر وحكومتها تسلك سلوكا غريبا تجاه مصر، وأردف "لا نعرف حتى الآن ماذا تريد قطر"، وأوضح أن هذا ليس مقتصرا فقط على مصر، بل أيضا على بعض دول الخليج مثل السعودية والإمارات. وأضاف "السادات" أنه ليس من الغريب على قطر التورط في مثل هذه الأفعال التي تستهدف مصر؛ لأنها تقود وتمول حملات إعلامية للإساءة إلى سمعة مصر، فضلا عن احتضان وإيواء العناصر الإخوانية والإرهابية والهاربة منذ عزل محمد مرسي، فضلا عن تمويلها محامين دوليين من أجل رفع قضايا ضد الحكومة المصرية في الخارج. وطالب "السادات" الحكومة المصرية بضرورة التنسيق مع دول الخليج لمنح قطر مهلة وفرصة أخيرة حتى تتراجع عن مواقفها التي تستعدي الشعوب العربية، وخاصة الشعب المصري. ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الموقف القطري مازال في طريقه ضد مصر، ولن تتراجع عن مناكفة مصر، واصفا هذا الموقف بأنه لن يكون الأخير المناهض للدولة المصري، بل سيتم أيضا في ملفات أخرى، مستشهدا بموقف قطر من الملف الفلسطيني. وأضاف "فهمي" أن قطر تريد الضغط على مصر قبل انتخابات الرئاسة لتصدير أزمات عاجلة للرئيس المنتخب، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك تحرك مصري سريع على أعلى المستويات للتصدي لهذا المخطط القطري. ومن جانبه قال الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هذا الموقف القطري متوقع تماما، لأنها أحد الممولين لمشروع سد النهضة، مؤكدا أنها ستستخدم سد النهضة للضغط على النظام المنتخب المرتقب في مصر. وتابع أن ما يحدث الآن يتطلب من الحكومة المصرية جهدا مضاعفا لمواجهة قطر وإثيوبيا، مع ضرورة تفعيل دور مصر في أفريقيا، مشددا على أن مصر لابد أن تدخل وبشكل سريع في مشروع تحلية مياه البحر حتى تتنوع مصادر المياه.
