يمر اليوم 60 يوماً على تعليق الصلاة وإغلاق دور العبادة بسبب فيروس كورونا، بعدما أصدر الأزهر والأوقاف والكنائس المصرية قرارات، يوم 21 مارس الماضى، بتعليق الصلوات وغلق المساجد والكنائس ومنع التجمعات داخل دور العبادة بسبب الوباء. وأكدت وزارة الأوقاف أن المسموح به فى المساجد فى ظل الظروف الراهنة هو رفع أذان النوازل دون سواه، وبالمساجد فقط دون الزوايا والمصليات، مؤكدة أن الاستجابة لتعليمات جميع مؤسسات الدولة واجب شرعى ووطنى وإنسانى. وشددت الوزارة على أنه لا مكان داخل الوزارة لأصحاب الانتماءات أو المغيبين عن الواقع، وسيتم إنهاء خدمة كل من يخالف تعليماتها أو يقصّر فى عمله بشأن غلق المساجد غلقاً كاملاً فى المدة التى حددتها السلطة المختصة. "لأوقاف": سجلنا 30 مخالفة بالجوامع وتعاملت الوزارة بقبضة حديدية مع العاملين بها فيما يخص القرارات الاحترازية، وكان أهمها إعفاء المتحدث الرسمى الدكتور أحمد القاضى لإدلائه بتصريحات حول دراسة صلاة التراويح فى المساجد، حيث أكدت الوزارة أن هذه التصريحات لا تمثلها، كما تم إنهاء خدمة أكثر من 30 إماماً وعاملاً ومقيم شعائر، وخطباء مكافأة من أبناء الأزهر. وشهدت فترة الإغلاق غياب الصلاة عن المساجد فى رمضان، حيث شهدت 4 جمع فى رمضان غلق المساجد ومنع صلاة التراويح، وأعلنت القيادات الدينية تأدية الصلوات فى المنازل. أبرز الخلافات التى أثيرت حول المساجد فى رمضان كان قرآن المغرب بعدما تداولت السوشيال ميديا أنباء حول منعه، وحينها أوضحت الأوقاف أنه لم يصدر عنها أى بيان بمنع قراءة القرآن، ولن يصدر، وأن رمضان هو شهر القرآن الكريم ويتم التقرب إلى الله بتلاوته. وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالوزارة، ل«الوطن»: إن رجال وزارة الأوقاف كانوا حريصين على التزامهم بتعليمات الوزارة فى ضبط شئون المساجد، وحسن فهمهم لصحيح الدين، وتقدير الظروف الراهنة، مشيراً إلى أن غلق المساجد مستمر لحين اتخاذ إجراءات أخرى بالفتح. وطالب بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية كواجب شرعى، وعلى المسلمين المحافظة على العبادات من فرائض وسنن وقيام الشهر وبذل المعروف للجميع. بث "التراويح" من "الأزهر وعمرو بن العاص".. والعيد من "السيدة عائشة" وبدأت وزارة الأوقاف منذ يوم 8 رمضان فى بث صلاة التراويح من مسجد عمرو بن العاص، بحضور أئمة الجامع والعاملين به فقط، مع الالتزام باتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة العاملين به. وخلال الأيام العشر الأخيرة من رمضان انتقل البث إلى الجامع الأزهر والمدة الزمنية للبث من 45 حتى 60 دقيقة. ويشهد عيد الفطر غياب ساحات العيد، حيث تُنقل الصلاة عبر الإذاعة والتليفزيون من مسجد السيدة نفيسة بحضور نحو 20 مصلياً من العاملين بالأوقاف وبضوابط التباعد الاجتماعى والإجراءات الاحترازية، والسماح للمساجد بنقل تكبيرات العيد من الإذاعة عبر مكبرات الصوت شأن قرآن المغرب والفجر دون أى تجمعات بالمساجد أو الساحات. وفى سياق متصل، أغلقت الكنائس على مدار الشهرين الماضيين أبوابها فى وجه الأقباط، وأوقفت إقامة القداسات أو الصلوات منعاً للتجمعات فى ضوء الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وذلك بقرار من اللجنة الدائمة للمجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وتم بموجبه غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة، وغلق قاعات العزاء واقتصار أى جنازة على أسرة المتوفى فقط، ومنع الزيارات إلى جميع أديرة الرهبان والراهبات، خلال احتفالات الأقباط بالصوم الكبير، وتوالت القرار المشابهة من الكنائس «الكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذكس». القرار خرج فى البداية لمدة أسبوعين أو لحين إشعار آخر، واستمر 60 يوماً حتى الآن ولا أحد يعلم متى سينتهى القرار وتعاود الكنائس فتح أبوابها فى ظل استمرار تفشى الوباء القاتل، الذى أجبر الكنائس على غلق أبوابها أمام الأقباط ومنع الصلوات، خلال أسبوع الآلام وعيد القيامة، والذى يُعد من أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها. واحتفل الأقباط بالعيد داخل منازلهم لأول مرة فى التاريخ، وترأس البابا الصلوات بعدد محدود من أساقفة الكنيسة فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون. القرارات الكنسية تسببت فى توقف بعض أسرار الكنيسة السبع مثل «الزواج والاعتراف والمعمودية والتناول»، وبدأت الكنيسة فى وضع شروط قاسية لإتمام الأسرار وسط اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا. ولاقت القرارات رفضاً قبطياً فى البداية على مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أنها سرعان ما لاقت إشادة من الجميع بعد الإعلان عن إصابة 5 كهنة من الكنيسة الأرثوذكسية بالفيروس خلال الفترة الماضية بينهم 3 كهنة تعافوا من المرض، بالإضافة إلى إصابة قس إنجيلى. وأكدت الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذكس التزام كافة دور العبادة التابعة لها وكهنتها بالإجراءات حرصاً على سلامة المصريين، ولمواجهة تفشى الوباء القاتل.