قدمت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لأول مرة اعتذاراً للمواطنين عن فصل التيار الكهربى أمس الأول حفاظاً على سلامة الشبكة القومية للكهرباء التى وصل الحمل الأقصى لها مساء الأحد الماضى إلى 24 ألفاً و140 ميجاوات. وأشارت الوزارة فى بيان، أمس إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية أدى للجوء مركز التحكم القومى لتخفيف الأحمال بشكل اضطرارى، وناشد القطاع المواطنين ترشيد الاستهلاك خلال وقت الذروة من السادسة إلى الحادية عشرة مساءً، وأوضحت الوزارة أنها تبذل قصارى جهدها لتوفير كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، علماً بأن مركز التحكم القومى لا يلجأ لتخفيف الأحمال عن المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحى ومراكز الشرطة والدفاع المدنى، والبنوك، ومحطات المترو، والمخابز، وبعض المبانى الإدارية المهمة. وأرجع المهندس محمد سليم، وكيل أول وزارة الكهرباء، رئيس شعبة الأداء، فى تصريحات ل«الوطن» السبب إلى العجز بالشبكة القومية للكهرباء نتيجة لنقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهرباء فى ظل تراجع إنتاج مصر من الغاز الطبيعى، رغم الإعلان الأخير لقطاع البترول بتخصيص حقل بترولى لسد احتياجات الكهرباء. فيما شهدت المحافظات أمس الأول، يوماً قاسياً ارتفعت خلاله درجات الحرارة، وتزامنت مع انقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة عن معظم أنحاء الجمهورية، ما أدى إلى موجة غضب كبيرة بين المواطنين، علاوة على خسائر فادحة للمحال التجارية وتوقف بعض محطات مياه الشرب، ففى الإسكندرية وصلت أزمة انقطاع التيار الكهربائى إلى ذروتها وانقطع التيار ثلاث مرات يومياً على كافة الأحياء بالتساوى لمدة ساعتين متواصلتين، ودعا بعض المواطنين على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» إلى النزول بالشوارع والتظاهر احتجاجاً على انقطاع الكهرباء والمياه معاً، فيما ناشد طلاب الثانوية العامة، المسئولين النظر إليهم بعين الرحمة ومحاولة توفير الوقود خلال أيام الامتحانات ليتمكنوا من إنهاء المراجعات قبيل الامتحانات. وقالت غادة الشيخ، من سكان منطقة ميامى: «الحياة متوقفة تماماً بسبب انقطاع المياه والكهرباء بالرغم من أننا نعيش أيام امتحانات، ولا بد من مراعاة هذه الأيام، خاصة أن الطلبة غير قادرين على المذاكرة فى ظل ما تشهده المدينة من انقطاع متكرر للكهرباء ولم يعد أمامنا سوى استيراد الغاز. من جانبه، قال المهندس محمد بكر، رئيس شركة الكهرباء بالإسكندرية، إن انقطاع التيار أمر لا يقع فى نطاق مسئولياته وليس لديه علم بمواعيد انقطاع الكهرباء، فالوقود المتوفر يوزع على كافة الأحياء، وأضاف أن تخفيف الأحمال مسئولية وزارة الكهرباء، وهى التى تقوم بقطع التيار عن كافة الأحياء، لافتاً إلى أن السبب هو نقص الوقود والموارد الذاتية، مطالباً بترشيد الاستهلاك. وفى بورسعيد، تسبب انقطاع الكهرباء فى خسائر مادية لأصحاب المحال التجارية، وقال سيد اللبودى، صاحب معصرة بشارع النصر إن الكهرباء انقطعت عن المنطقة أربع مرات، وتسببت فى خسائر فادحة، وفى قنا، ظهرت دعوات محرضة على عدم دفع فواتير الكهرباء لشهر أبريل الماضى، وطالب المواطنون الحكومة بسرعة التدخل لحل الأزمة. وفى الغربية، تسبب انقطاع التيار الكهربائى عن قسم شرطة أول طنطا فجر أمس فى وجود حالة من الهياج والفوضى داخل سجن القسم ووجود حالات إغماء بين نزلاء السجن بعد توقف مراوح الحجز، حيث تلقى اللواء أسامة بدير، مدير أمن الغربية، إخطاراً من العميد أحمد عبدالوهاب، مأمور قسم شرطة أول طنطا، يفيد بانقطاع التيار الكهربائى عن ديوان القسم فجر أمس، ما أسفر عن وجود حالة من الهياج والفوضى بعد إصابة 6 من المساجين بحالات إغماء بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو وتوقف مراوح الحجز، وهو ما دفعه لإخراج المساجين إلى ساحة القسم لتهدئتهم وإسعاف المغمى عليهم بعد حضور مسعفين وسيارة إسعاف، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق. من ناحية أخرى، شهدت مدن ومراكز وقرى محافظة الغربية انقطاع التيار الكهربائى أكثر من 4 مرات لمدد متفاوتة تصل إلى 3 ساعات فى المرة الواحدة، وهو ما أدى لغضب واستياء بين المواطنين، وأكد مصدر مسئول بشركة جنوب الدلتا لتوزيع الكهرباء، أن السبب هو زيادة الأحمال وارتفاع درجة الحرارة خلال اليومين الماضيين. وفى الدقهلية، انقطع التيار الكهربائى من منتصف النهار حتى منتصف الليل فى كثير من المناطق، وسادت حالة من الاستياء بين أولياء الأمور والطلاب الذين يؤدون امتحاناتهم فى الصفوف المختلفة. وفى أسيوط، اشتكى أهالى قرية العتمانية بمركز البدارى، من الانقطاع المتكرر للكهرباء، خاصة مع بدء امتحانات الفصل الدراسى الثانى، وقال المهندس عصمت على عمر، وكيل وزارة الكهرباء بأسيوط إن السبب الرئيسى فى انقطاع الكهرباء يعود إلى وجود عجز فى الوقود، مشيراً إلى أن كل مغذٍ يحتوى على تيار مجموعة من القرى التابعة لكل مركز، ويتم فصل التيار عنه لمدة ساعة على مدار اليوم كله. وفى دمياط، هدد المواطنون بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء وتنظيم تظاهرات احتجاجية بسبب قطع الكهرباء.
