التاريخ وعراقته يتجسدون بتلك الكنيسة العريقة، يأتيها روادها من كل حدب وصوب، بها أيقونات تعود لما يزيد عن 800 عام، فضلا عن أبواب الكنيسة القديمة، التي يعود تاريخها لنحو 1300 عام، رغم مرور مئات السنين، لكنها كما هي لازالت بيت يتجمع فيه كل أبناء محافظة دمياط، باختلاف الجنس أو الديانة، تمتلئ بمحبيها كل عام، في كل عيد يحمل كل زائر الورود أو الشيكولاتة، فضلا عن توافد أجانب من كل بقاع العالم، لزيارتها والصلاة في محرابها. وتعد كنيسة مارجرجس ونيقولاس، أقدم كنيسة للطائفة الأرثوذكسية فى مصر، شيدت عام 400 ميلادية، لكنها لم تدخل ضمن قائمة الآثار القبطية حتى الآن، خوفاً من التعقيدات والروتين، بحسب القمص بندليمون بشري، كاهن كنيسة الروم الأرذثوكس، الذى أوضح أن الكنيسة أثر تاريخى، فهي أحد عروش بطريركية الروم الأرثوذكس، فى الإسكندرية وسائر أفريقيا. وأضاف "بندليمون: ل"الوطن": يرتبط تاريخ دمياط ارتباطا وثيقا ببطريركية وبطاركة الروم الأرثوذكس، فقد كان أكبر تعداد لأبناء طائفة الروم الأرثوذكس، موجودا فى دمياط، نظراً لأن المدينة ضمت واحداً من أقدم المواني التجارية على البحر المتوسط، موضحا أن الطائفة الأرثوذكسية يبلغ تعدادها الآلاف من الروم والشاميين والمصريين. ووفقا للأب بندليمون، يعود تاريخ كنيسة الروم الأرذثوكس لعام 400 ميلادية، حينما كانت دمياط ميناء تجارى قديما، وهو ما ورد في وثائق الإنجيل، التي وثقت تلك الحقبة، حيث كانت دمياط ميناء مصر قديما، وفي بداية الأمر، كانت كنيستين وليست واحدة في ذات المكان الحالي، حيث كانت تحمل أحدهما أسم القديس نيقولاس والثانية تحمل أسم مارجرجس، ولكن طبقا لعوامل التعرية فكل 200 عام، يتم هدم وبناء الكنيسة مجددا، حتى بنيت عدة مرات، كان آخرها عام 1845م، لتصبح كنيسة القديسين مارجرجس ونيقولاوس، بدلا من كنيستين، لتتقلص مساحتها من فدان إلى 600 متر. وعن نشأة الأب بندليمون كاهن الكنيسة وراعيها، يقول: ولدت في دمياط عام 1962، وبعدما أنهيت دراستي الجامعية والخدمة العسكرية، افتتحت محل ذهب صغير أسفل منزلنا، ونظرا لأن كاهن الكنيسة السابق، كان عجوزا، يأتي كل قداس للصلاة من محل إقامته ليصلى ويعود، وهو ما كان صعب للغاية عليه، فجاء الكاهن لوالدي، وحدثه، ووقع عليا الاختيار وتم ترسيمي كاهن الكنيسة عام 2002. وأضاف، أغلقت محل الذهب وتفرغت للكهنوت، ووالدي بشرى بندلي، كان ناظر مدرسة، كان وكيل الكنيسة خلفا لوالده، بينما جاء الجد الأكبر من اليونان، وأخر عملية ترميم للكنيسة عام 1845م، كانت على يد الجد الأكبر بندلي منسي، حيث جاءت العائلة قديما من القسطنطنية. ويقول بندليمون، أعشق مصر حتى النخاع، ولم أفكر يوم ما في ترك بلدي والذهاب للقسطنطنية، فمصر حبها يسرى في دمي، ولا يمكنني البعد عنها، فسبق وسافرت للقسطنطنية والقدس زيارات قصيرة للصلاة، وأعود إلى بلدي مسقط رأسي سريعا، فراحتي الوحيدة في بلدي، حتي وقت جلاء الأجانب عن مصر، لم يفكر جدى في الرحيل عنها بتاتا، فمن عاش في مصر عشق ترابها، ولا يحس بالألم والمعاناة، إلا من بعد عنها، فنحن كأولاد مصر، لا بد وأن نعرف قيمتها ونوعى أولادنا بقيمة بلدنا. وعن عدم إدراج الكنيسة كأثر يقول بندليمون، التقيت مؤخرا بوزير الآثار، وقال لي حال إدراجها كأثر، سيتم الحفاظ على كل مقتنيات الكنيسة، وتسجيل إيقوناتها في اليونسكو، ويتم ترميم كل ما هو بحاجة لترميم، وسيتم إدراجها قريبا كآثار، وستنتشر في كل مكان، وسيتردد عليها السياح من كل حدب وصوب.