اعتادوا الوجود فى محيط جامعة القاهرة لسنوات عدة، فالجامعة بالنسبة لهم مصدر رزقهم الوحيد لكن الاشتباكات وأحداث العنف الأخيرة التى شهدتها الجامعة ضيعت مصدر رزقهم بل وتسببت فى إصابتهم بإصابات مختلفة. صديق محمد صديق، اعتاد الوقوف أمام الباب الرئيسى لجامعة القاهرة بثلاجة صغيرة لبيع المياه والمشروبات الغازية، لم يَرَ أياماً عصيبة كهذه الأيام: «بقى لى 15 سنة قصاد الجامعة، عمر ما حصل زى السنة دى.. مليش مكان تانى اتعودت على هنا ودى لقمة عيشى الوحيدة». «صديق» يحفظ الأيام التى تحدث فيها أحداث عنف، ومعظمها يومى الأحد والأربعاء من كل أسبوع: «بعرف إنهم هيعملوا حاجة لما يتجمعوا، وأحياناً فيه طلبة بتقول لى شيل حاجتك عشان هيحصل ضرب، وفعلا بلاقى الضرب اشتغل، ومرة أُصبت بخرطوش فى رجلى وصدرى». معاناة «عم عبدالله» أصعب من «صديق» (70 عاماً) الذى يقف بعربة ترمس أمام جامعة القاهرة: «زورى بيوجعنى وعينى بتحرقنى، بسبب الغاز اللى بيحدفوه، أنا خلاص على باب الموت مش عاوز حاجة لنفسى، بس بزعل على الشباب اللى بيموت»، يتأثر أيضاً باعة ميدان الجيزة بهذه الأحداث، أم صفية بائعة «الشرابات» بجانب كلية الطب البيطرى بصحبة ابنتها الصغيرة، تواجه مخاطر عديدة: «وقت الاشتباكات، لا بنعرف نبيع ولا ناخد بالنا من الفرش، مرة بنتى اتخنقت وكانت هتروح منى بسبب الغاز، جريت بيها وسِبت كل حاجة وبعدها بفترة رجعنا نلم حاجتنا».