ياسر برهامى طبيب مسلم، ومجدى يعقوب طبيب مسيحى، فهل يستويان؟! عبدالمنعم الشحات مهندس مسلم، وهانى عازر مهندس مسيحى، فهل يستويان؟! هل يستوى كل منهم عند الله؟ هل يستوى الذى يدمر الحضارة بالذى يبنيها؟ وهل يستوى الذى يعالج قلوب المسلمين بالذى يدميها؟! إذا كان مجدى يعقوب وهانى عازر وغيرهما ممن يخدمون الوطن والبشرية جمعاء كفاراً، وياسر برهامى والشحات وكبيرهما «بن لادن» وغيرهم ممن دمروا الأوطان وفرقوا شعوبها مؤمنين، ألا يعنى هذا أن الكفر أفضل للناس وأجدى لهم من الإيمان؟! ثم ألا يعنى هذا أيضاً أن «برهامى» وزمرته من دعاة التكفير يروجون للكفر بدلاً من الدعوة للإسلام؟! هل هم دعاة حقيقيون؟ ولأىِّ شىء يدعون؟ لاحظوا أن معظم الفتاوى التى أثارت الجدل فى المجتمع وتسببت فى إحداث الفتنة به كانت صادرة من أشخاص محسوبين على التيار السلفى أمثال المدعو «أبوإسلام» و«شعبان» و«الشحات» و«برهامى» وغيرهم ممن تفرغوا لإطلاق فتاواهم الغريبة من فوق منصة الفتنة، خاصة ما يتعلق منها بإحداث الفرقة والانقسام بين مسلمى الوطن ومسيحييه. فمن أفتى بعدم جواز مبادلة المواطن القبطى التحية، وتحريم الابتسام فى وجهه، أو ملاطفته قولاً وتغليظ القول له، ومن قال بمنع تجنيدهم فى القوات المسلحة، إلى آخر تلك الفتاوى التى ساهمت فى إشعال نيران الفتنة الطائفية والاحتراب المجتمعى، رغم التناقض الواضح بين تلك الفتاوى العجيبة وصحيح الإسلام، وهو ما أفاض كثير من شيوخ الاستنارة عندنا فى شرحه وبيان الانحراف والخطل الذى يعتريها، حتى يزيلوا ما أوجده هؤلاء من مبررات للإرهابيين بحرق الكنائس وقتل الأقباط أو اختطافهم. والسؤال الآن الذى تفرضه علينا هذه الظاهرة: لماذا يركز هؤلاء فى هذه الأوقات على هذا الجانب وحده، وفى ظل هذه الظروف التى تمر بها بلادنا، التى تدعونا إلى التوحد بدلاً من الفرقة، والتعاون بدلاً من التشاحن. هل نحن فى حاجه إلى المزيد من الفرقة والانقسام بعد أن تفرقت بنا السبل، وأصبحنا معسكرات يواجه بعضها البعض بقوة السلاح؟ أم نحن فى أمَس الحاجة إلى من يوحدنا على كلمة سواء لمواجهة الأخطار والمحن التى باتت تحاصرنا من كل جانب؟ لماذا يخرج علينا ياسر برهامى -فى هذا الوقت بالذات- ليطعن الإخوة الأقباط فى دينهم، قائلاً بأن عيد القيامة أكثر أعياد المسيحيين كفراً؟ بما يعنى أن كل الأعياد القبطية هى أعياد تتسم بالكفر، وعيد القيامة هو أكثرها كفراً. لماذا يحاول «برهامى» إفساد فرحة الأقباط بأعيادهم؟ وما الذى يفيد المسلمين من وراء ذلك؟ متى يكف هؤلاء السلفيون عن إطلاق فتاوى التكفير التى تبرر للقتلة والإرهابيين جرائمهم؟ لقد أسقط «برهامى» ورقة التوت التى كانت تستر عورة السلفيين فظهروا على حقيقتهم التى كانوا يحاولون إخفاءها بدافع المصلحة. لماذا يتغاضى «برهامى» وغيره من السلفيين عن المبازل والمهازل التى يرتكبها المسلمون فى أعيادهم، ويفرغون انفسهم للهجوم على معتقدات الآخرين والطعن فيها، والله هو القائل: «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»، وهو القائل سبحانه: «أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» و«فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ».. ارحمونا من فتاواكم العجيبة، فالإسلام برىء مما تدعون.