شيع الآلاف من أهالي قرية "ديمشلت"، مركز دكرنس، بمحافظة الدقهلية، اليوم الجمعة، في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة الشهيد ملازم أول عبدالحميد صبحي المهدى الإمام، 24 عاما، والذى استشهد، في عملية إرهابية بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، مع مجموعة من زملائه. خرجت القرية والقرى المجاورة، في انتظار وصول الجثمان، منذ أن سمعوا بخبر استشهاد بطل قريتهم، وحتى وصوله في سيارة إسعاف ملفوفا بعلم مصر، حيث تم رفع الجثمان على سيارة إطفاء لتبدأ مراسم جنازة عسكرية مهيبة، تقدمها الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، والعقيد تامر العوضي المستشار العسكري بالمحافظة، ولفيف من القيادات الأمنية والعسكرية والتنفيذية. وتدخلت الشرطة وزملاء الشهيد، لمنع التزاحم على سيارة الإطفاء، وتم عمل "كردون" بشري حول الجثمان، حيث تم التنبيه على أهالى القرية بالاصطفاف في صفين بطول 3 كيلومترات من مدخل القرية وصولا إلى المقابر، بينما سارت سيارة الإطفاء وعليها جثمان الشهيد تتقدمها فرقة من الشرطة العسكرية، وأصر ابن عمه على أن يعتلي السيارة، وهو منكب على الجثمان وهو يبكي بصورة هستيرية. وتحولت جنازة الشهيد ملازم أول عبدالحميد الإمام، إلى مظاهرة ضد الإرهاب، حيث ردد أهالي القرية والمشيعون هتافات، "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله ولا إله إلا الله الإرهابى عدو الله"، و"القصاص.. القصاص"، و"الله أكبر الله أكبر". وأطلقت نساء القرية الزغاريد الممزوجة بالدموع وهن يرددن "في الجنة يا عريس"، بينما سقطت والدة الشهيد مغشيا عليها وهى تصرخ "ضهري اتكسر من بعدك يا عبده"، "الكفرة خطفوا وحيدي وسابونى في الدنيا دى أعانى"، "خدنى معاك يا عبده مش هأقدر أعيش من غيرك"، ثم سقطت مغشيا عليها وتم نقلها إلى المنزل، فيما اخترقت خطيبته صفوف المشيعين وحاولت الصعود لسيارة الإطفاء لتوديع الجثمان لكن الأهالى منعوها. وخصصت الأهالي أرضا زراعية مقابلة للمقابر لصلاة الجنازة بها والتي امتلأت عن آخرها حتى أنهم لم يتمكنوا من إنزال الجثة من أعلي سيارة الإطفاء، فطلب الأهالي أن تظل أعلي السيارة وبدأوا في صلاة الجنازة، وسط دعوات له بالرحمة وبكاء هستيري من زملائه، وأصدقائه . وقال الأب "موجه على المعاش" 62 عاما، وهو يبكى "عبدالحميد ده كان ابنى الوحيد وربنا رزقنا به ونور حياتنا بعد 10 سنين زواج عن طريق الحقن المجهري، لأن كان في عندنا مشكلة في الخلفة وكانت فرحتنا به كبيرة وربيناه أحسن تربية، وبعدها بنفس الطريقة ربنا رزقنا بأخته مريم وهي في ثانية ثانوي حاليا وشكرنا ربنا على فضله وربناهم أحن تربية". وانهار والد الشهيد، وهو يقول "عبد الحميد حتة مني، رزقني الله به بعد أكثر من 15 سنة زواج، وبعده مريم في الصف الثاني الثانوي، ورغم أنه ليس له جيش لأنه الذكر الوحيد لي، إلا أنه طلب وبإصرار أن يلتحق بالقوات المسلحة، وكأنه كان عارف أنه هايكون شهيد". وأضاف والد الشهيد، "بعد تخرج عبدالحميد طلب نخطب له الفتاة التي أحبها، وكانت آخر إجازة له في 12 أبريل، وهو خدمته في الإسماعيلية، ولما اتنقل إلي شمال سيناء أخفى عنا الخبر خوفا على صحتي لأني مريض بالسكر، وعرفت أنه في سيناء يوم وفاته فقط". وأشار إلى أنه كان يستعد للزواج في العيد الكبير، ولكن للأسف لم يلحق يفرح بخطيبته. وطالب أهالى القرية بإطلاق اسم الشهيد على المدرسة التى كان يدرس بها تخليدا لذكراه ولتعريف الأجيال القادمة بمن ضحوا من أجلهم ومن أجل وطنهم.