كل يوم يزداد الحال من سيء إلى أسوأ، فمن منا لا يجد متاعب أمامه في المعيشة، وخاصة في الأيام الأخيرة بعد غلاء الأسعار، والأخبار عن زيادة أسعار أخرى قريبًا، لسلع ضرورية لحياة كل واحد منا فمثلًا: عند زيادة سعر البنزين والسولار، سوف تحدث زيادة في أسعار كل شىء. الخضراوات والفاكهة، والتي تأتي من سوق الجملة بالعبور، ستأتي إلينا بأسعار جديدة؛ نتيجة زيادتها على التاجر، وذلك ينعكس علينا نحن المستهلكين، على الرغم من ثبات المرتبات، وعدم زيادتها. كذلك سنواجه مشكلة كبرى، وهي جشع سائقي الميكروباص، فكل واحد منهم يغلّي سعر الأجرة حسب مزاجه، وعند الكلام معهم يُظهروا البلطجة، ويقولوا: "البنزين غالي علينا، هي دي الأجرة، واللي مش عاجبه ينزل". إلى متى سنظل على هذا الحال من سوء معيشة، وعدم استقرار للأوضاع، وعدم توفير أساسيات الحياة، ولست أقول حياة رغدة، ولكن أبسط أساسيات الحياة، فهناك قرى في مصر إلى الآن لا يوجد بها إنارة للشوارع، فتكون المعيشة ليلًا في ظلام دامس، وإعطاء فرصة للبلطجة والسطو على أعلى مستوى، وكذلك هناك أماكن بالدولة لم تتوفر بها المياه النقية الصالحة للشرب والاستخدام الأدمي، فكيف تكون هذه حياة؟. ونتيجة لذلك تنتج كثير من الأمراض المزمنة التي يصعب على المرضى التصدي لها؛ نتيجة فقرهم وعدم وجود ما يستطيعون أن يقدموه للعلاج من هذه الأمراض، وأيضًا نتيجة للفقر ودنو المعيشة، وارتفاع الأسعار نجد أُناس كثيرون من البسطاء يضطرون إلى إخراج أولادهم من مراحل التعليم المختلفة لعدم سد الحاجة التعليمية لهم - خاصة أن التعليم حاليًا أصبح تجارة بحتة يستنزف دم أولياء الأمور – وينتج عن ذلك خروج جيل ينعم بالجهل الذي يأخذ بأيديهم إلى كثير من الجرائم، والخراب لهم، ولأسرهم.. فأين المسؤول عن كل هذا؟. فنحن نعيش على أمل وصول "كبير" للبلد ينعم بالحكمة، وحسن الإدارة الرشيدة؛ لإنقاذ البلد من الهلاك والفقر والجهل، وكفانا كل هذا الوقت الذي يأخذ بلدنا إلى الوراء والعودة للماضي. اللهم أحمي هذا البلد من حقد الحاقدين، وغدر الغادرين، والوصول إلى بر الأمان؛ لينعم الشعب بحياة تليق بمصر وشعب مصر.. اللهم آمين.