أجري نبيل فهمي، وزير الخارجية، جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الأمريكي، جون كيري، بحضور وفدي البلدين وبمشاركة ممثلين عن مختلف الأجهزة المعنية في الإدارة الأمريكية بما في ذلك ممثلين عن مجلس الأمن القومي. وجري خلال المباحثات تناول مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، فضلا عن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى تطورات المشهد الداخلي المصري. وقد استهل "كيري" الاجتماع بالترحيب ب"فهمي" والوفد المرافق له، منوها بالعلاقات الشخصية الطويلة التي تربطه بفهمي خلال فترة عمله كسفير مصر في واشنطن وثقته الكاملة في رؤيته، مشددا علي أهمية العلاقات المصرية- الأمريكية وتأييد الولاياتالمتحدة لخريطة الطريق ولنجاح مصر في تنفيذها، ودعم تطلعات الشعب المصري في بناء نظام ديمقراطي وفقا للدستور المصري الذي يحمل العديد من المواد بالغة الإيجابية خاصة في باب الحقوق والحريات. وأشار "كيري" إلى أن الرئيس باراك أوباما، ملتزم تماماً بدعم عملية التحول الديمقراطي في مصر بما يحقق تطلعات شعبها، منوها بأن قرار الإفراج عن طائرات الأباتشي جاء لدعم مصر في مواجهة الإرهاب في سيناء. من جانبه أكد "فهمي" علي التزام الحكومة المصرية في بناء المؤسسات الديمقراطية ليس إرضاء لطرف خارجي وإنما لأن الشعب المصري قام بثورتين في عامين ونصف لبناء نظامه الديمقراطي الحقيقي، مؤكدا علي أهمية العلاقات مع الولاياتالمتحدة استنادا إلى المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وأشار فهمي بشكل مفصل بما تم إنجازه حتي الآن بإقرار الدستور الجديد وما يتضمنه من مواد غير مسبوقة تتعلق بحماية الحقوق والحريات الشخصية والمساواة بين المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية. وقال بدر عبد العاطي ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن "كيري" أثار خلال الاجتماع عدة نقاط تتعلق بالمشهد الداخلي في مصر بما في ذلك الإعراب عن القلق تجاه الحكمين القضائيين الأخيرين الخاص بالمتهمين في احداث العنف في المنيا، بالاضافة الي قضايا اخري. وقد عقب الوزير فهمي بتأكيد أنه رغم التحديات القائمة، خاصة الأمنية، فان المسار الديمقراطي لا رجعة فيه، مشددا علي استقلالية القضاء المصري واستحالة تدخل الحكومة المصرية في اعماله استنادا الي مبدأ عدم الفصل بين السلطات وأن الحكومة ملتزمة بتوفير كافة الضمانات بتوافر محاكمات حرة ونزيهة، منوها بطعن النائب العام علي الأحكام التي صدرت مؤخراً، وموضحا ان المنظومة القضائية المصرية لها آلياتها ومراحلها وإجراءاتها التي يتعين احترامها، وان إجراءات التقاضي الكاملة مكفولة للجميع بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية. أضاف المتحدث أن جلسة المباحثات بين الوزيرين تناولت مستقبل العلاقات المصرية- الأمريكية وتطويرها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يعظم مصالح الجانبين، خاصة التعاون في مجالات التعليم ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وجذب الاستثمارات. وقال المتحدث وتناولت المباحثات عددا من القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا وأهمية دعم الحكومة هناك وتحسين قدراتها بما يمكنها من بسط سلطاتها وفرض الأمن والنظام العام، وتطورات المسار الفلسطيني وسبل الخروج من المأزق الذي وصلت اليه المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، وقضية الأمن المائي وتطورات مشروع "سد النهضة" في ضوء الزيارة التي سيقوم بها كيري إلى إثيوبيا مساء اليوم في إطار جولة إفريقية. وذكر عبد العاطي أن جلسة المباحثات تناولت أيضا تطورات الملف السوري، حيث شدد الوزير المصري علي خطورة تقسيم سوريا علي أسس طائفية وضرورة الحفاظ علي وحدتها، فضلا عن مناقشة قضية الامن الإقليمي في الشرق الأوسط بما في ذلك إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ومسار المباحثات الخاصة بالملف النووي الإيراني وأهمية التشاور مع دول المنطقة وفي مقدمتها مصر ودول الخليج حول هذا الملف الهام. كما تم التطرق للازمة الأوكرانية وتطوراتها، وأهمية تسويتها بشكل سلمي، وذكر فهمي أن مصر علي استعداد لبذل مساعيها للمساعدة في الجهود الدولية المبذولة لتحقيق هذا الهدف. واختتم المتحدث تصريحاته بأن "كيري" جدد في ختام اللقاء تأكيد دعم بلاده لخريطة الطريق ويتطلعون لعلاقات بناءة وللتعاون مع الرئيس الجديد في مصر فور انتخابه.