وقف مدرس علم النفس بين تلاميذه من طالبات الثانوية العامة فى مدينة حلوان يحاول شرح مادته بشكل مبسط، ولأنهم فى محاضرات المراجعات النهائية قرر اللجوء إلى تقليعة جديدة فى الشرح قد تسهم فى سرعة حفظهن للمنهج، فقام بغناء المنهج على نغمات أغانى المهرجانات، لم يكتف بذلك بل استعان براقص تنورة، وفنى «دى جى». يقول المدرس على دقة الطبلة «خصائص العولمة»، فترد عليه الطالبات بقولهن: «اجتماعية.. ثقافية.. مجتمعية.. تعليمية». ويقاطع المدرس تغيير مسئول ال«دى جى» للشرح الغنائى، ليدخل بأغانى مهرجانات «كلى هموم.. حى»، وهنا لا يتمالك المدرس نفسه ويستسلم لوصلة رقص على خشبة المسرح المخصصة له. الفيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى مجموعة فيديوهات أخرى لمدرسين اعتمدوا الطريقة نفسها فى الشرح، منهم مدرس لغة عربية فى الإسكندرية يشرح لتلاميذه المنهج بالغناء ويقوم بالرقص أمامهم، وآخر يظهر فيه أحد مدرسى اللغة العربية فى مدرسة حكومية يقوم بتعليم الطلبة النحو بطريقة غنائية بينما يقوم التلاميذ بال«تطبيل» على الطاولات التى أمامهم، أما أكثر الفيديوهات غرابة فكانت لمدرس عربى فى درس خصوصى يلحن ويغنى مقرر النحو للطلبة ويطلب منهم الحفظ بنفس الطريقة من خلال ال«تطبيل» على الطاولة. «كده إحنا بقى عندنا خط إنتاج للسبكى بس فى مجال التعليم المصرى» هو تعليق محمد الكرارتى، وكيل وزارة التربية والتعليم الأسبق، حول فكرة لجوء بعض الأساتذة إلى الغناء والرقص لتقديم المادة العلمية لتلاميذهم، حتى لو فى مجموعات تقوية ودروس خصوصية. لم ينف «الكرارتى» ضرورة تقديم المادة العلمية للطلبة بشكل مبتكر حتى يتم استيعابها، ولكن من خلال طرق مشروعة، وليست طرقاً خليعة، كما يشترط أن يكون المدرس لديه موهبة ومؤهل لذلك، فألفية ابن مالك هى طريقة شعرية مبتكرة لشرح النحو، ولكن أن يرقص المدرس أمام الطالب فهو شىء هادم لهيبة المدرس، وتساءل: «إذا رأى الطلاب المدرس، الذى هو قدوة لهم، يرقص ويغنى بهذه الطريقة لكى يقنعهم، فماذا سيكون حال الأجيال القادمة وهل نلوم عليهم إذا انتشرت الخلاعة بينهم؟!». واعتبر «الكرارتى» أن أى محاولة من البعض لتبرير ظهور الرقص والغناء كوسائل لتعليم الطلبة بأن التعليم المصرى يتبع وسائل تعليمية جامدة غير صحيح، لأن وزارة التربية والتعليم بالفعل حاولت اللجوء إلى الوسائل المبتكرة فى تعليم التلاميذ مثل «السبورة الرملية» و«السبورة الذكية».