بدأ ملايين العراقيين صباح الاربعاء التوجه الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في أول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الاميركي في 2011، يسعى رئيس الوزراء نوري المالكي للعبور منها نحو ولاية ثالثة، في وقت تعصف بالبلاد اسوأ موجة اعمال عنف منذ سنوات. ورغم ان الناخبين يشكون من اعمال العنف هذه، ومن النقص في الخدمات والبطالة، الا ان انتخابات اليوم تبدو كانها تدور حول المالكي نفسه واحتمالات بقائه على رأس الحكومة، رغم انه سبق ان اعلن في فبراير 2011 انه سيكتفي بولايتين. ويتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحا على اصوات اكثر من 20 مليون عراقي، املا بدخول البرلمان المؤلف من 328 مقعدا، في يوم انتخابي طويل بدأ عند الساعة الساعة السابعة صباحا (04,00 ت غ) على ان ينتهي عند الساعة السادسة مساء (15,00 ت غ). والقت الاحداث الامنية في اليومين الاخيرين شكوكا اضافية حيال قدرة قوات الامن على الحافظ على امن الناخبين، حيث شهد العراق موجة تفجيرات انتحارية يوم الاقتراع الخاص بالقوات المسلحة الاثنين، وتفجيرات اضافية الثلاثاء، قتل واصيب فيها العشرات. ورغم هذين اليومين الداميين، عبر العديد من العراقيين عن اصرارهم على التوجه الى صناديق الاقتراع، املا باحداث تغيير في واقعهم هذا. وقال حسن هاشم عبد الباقي (64 عاما) لوكالة فرانس برس وهو ينتظر دوره لدخول مركز اقتراع في وسط بغداد "اطمح في حكومة افضل، أعطينا أصواتنا في السابق لكنها راحت هباء". وأضاف "اليوم البركة بالجدد. اتينا حتى لا تذهب اصواتنا سدى، ونحن نسعى لتغيير نحو الافضل". وقتل منذ بداية الشهر الحالي في اعمال العنف اليومية في العراق اكثر من 750 شخصا بحسب حصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية وعسكرية، في وقت لا تزال تخضع مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) منذ بداية العام لسيطرة مسلحين متطرفين ولن تشارك في الانتخابات. لكن المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويرمي بثقله السياسي في هذه الانتخابات، يتخذ من الملف الامني اساسا لحملته، معتمدا على صورة رجل الدولة القوي التي يروج لها مؤيدوه في مواجهة التهديدات الامنية. ويخوض رئيس الوزراء الانتخابات من دون منافس واضح داخل الطائفة الشيعية، على عكس الانتخابات السابقة عام 2010 التي شهدت معركة بينه وبين اياد علاوي حبست انفاس الناخبين والمراقبين منذ اللحظات الاولى لفتح صناديق الاقتراع.