السبب فى مقالتى النهارده هو تصريح متهور.. أيوه متهور من أحد الأعضاء الشباب فى حملة «السيسى».. وياريت الموضوع وقف عند التصريح المتهور.. لا، طلع لنا «حمدين» هو كمان بتصريحات فاقت تصريحات العضو الشاب فى حملة «السيسى» تهوراً. التصريحات كلها بتدور حول مصالحة الإخوان.. طبعا الكلام بيختلف ما بين أصل فيه منشقين وكلام تانى من نوعية أصل فيه ناس قاعدة فى بيتها ما عملتش حاجة.. مع احترامى لكل اللى قاعد فى بيته ده آمن ماحدش هيتعرض له طالما لا ماخبى إرهابى، ولا فاتح بيته مصنع قنابل، ولا بيحرض على المصريين قولاً أو فعلاً.. وده بقى شخص عايش حياته طبيعى بيروح شغله وبياخد باله من عيلته.. أكيد مش فاضى يقعد مع حملات يتكلم فى مصالحة. لكن المنشقين دول بقى -مع احترامى- هما الباب الخلفى لعودة الجماعة الإرهابية.. هتقول لى أصلهم راجعوا نفسهم وعرفوا غلطهم.. هاقول لك لا يا راجل، وانت بقى مش هتعرف غلطك؟ فاكر زمان لما صدقت وهم المراجعات الفكرية، وخرجناهم من السجون فنزلوا دبح وتفجير تانى فينا.. عيب يا عم ماينفعش تبقى ساذج كده ويرجعوا يعيطوا بدموع التماسيح وتصدقهم. أنا الحقيقة موضوع الانشقاق ده مش بياكل معايا.. من كان إخواناً سيظل إخواناً مهما قال ومهما عمل؛ ده فيروس بيدخل الدم مالوش علاج.. الإخوانى بيفضل إخوانى مهما حصل.. فماحدش يقول لى أصله انشق وتاب والكلام ده.. ولكم عبرة فى «أبوالفتوح».. فاكرين «أبوالفتوح» اللى انشق وقال لك أنا ليبرالى وفى الآخر طلع الإخوانى اللى جواه. أى حد عايز يصالح الإخوان يروح شارع المنيل يبص على صور الشهداء اللى قتلهم الإخوان ويطلع لأهليهم يقول لهم هنصالح اللى قتل ولادكم.. وانت خارج من المنيل روح بين السرايات قل لهم نفس الكلام.. روح إسكندرية قل لأهل سيدى جابر هنصالح اللى رموا ولادكم من فوق السطوح.. اطلع ع المنصورة قول لأبو سواق التاكسى حق ابنك هيروح علشان هنصالح الإخوان.. لف على كل بيت فى الجمهورية مات ليه عسكرى أو ضابط جيش أو داخلية.. روح للولاد اللى اتيتموا والستات اللى اترملت قل لهم أنا هاصالح الإخوان. علشان تبقوا عارفين لا حكومة ولا حمدين ولا السيسى يملكوا حق الكلام عن مصالحة مع الإخوان، وأى حد هيفكر يعمل كده لازم يعرف أنه اكتسب غضب أغلبية الشعب.. والحقيقة ساعتها هنبقى بنحاكم مبارك والعادلى علشان تسببوا فى قتل المتظاهرين ليه؟ وحضرتك بتكلمنى عن مصالحة لجماعة إرهابية عملت قانون عزل للحزب الوطنى علشان الفساد المالى والسياسى ومنعته من أنه يمارس الحياة السياسة.. وعايز تتصالح مع جماعة رفعت السلاح وفجرت وخربت وقتلت المصريين؟ عايز ترجعهم الحياة السياسية تانى والدم بيشر من إيديهم؟! عايز تتصالح مع جماعة من الخونة والإرهابيين.. جماعة ماعندهاش مانع تبيع البلد أو تولع فيها.. جماعة قتلت الأطفال قبل الكبار.. جماعة التمثيل بالجثث عندهم حلال؟! واللى بينادى من عامة الشعب بالمصالحة وفاكر أنها طريق الخلاص من الإرهاب.. فاكر أنه لما يصالح اللى أهدروا دمنا ساعتها هيقف الإرهاب.. انت فاهم غلط.. عمر ما كان الحل أنك تحط إيدك فى إيد قاتل خاين.. اللى يخون بلده يخون أى عهد مهما كان. عاصم عبدالماجد قتل كام ضابط وعسكرى فى مذبحة مديرية أمن أسيوط؟ واتعمل له مراجعات وقال أنا غلطت وتُبت.. صدقتوه ودخلتوه الحياة السياسية تانى.. بيعمل إيه دلوقتى يا بهوات؟ بيحرض على البلد وعلى قتلنا عادى.. إيه هتصالحوه؟! مش مشكلة دم اللى ماتوا بسببه؟ ولا الموضوع عادى؟! نصالح مين وكل يوم بيقع لنا شهيد؟ نصالح مين ودم اللى بيموتوا لسه ما بردش؟ نقول إيه لأهل اللى مات؟ هتبصوا إزاى فى وش ولادهم اليتامى؟ التصالح معناه أنك بتديهم فرصة ياخدوا نفَسهم.. بتديهم فرصة يرتبوا أوراقهم.. بتديهم فرصة يدوروا على وش جديد يرجعوا لنا بيه.. يرجعوا يبخوا سمهم تانى فى حياتنا. لازم يتعرف أن الانتماء للجماعة الإرهابية الخاينة جريمة.. لازم يتعرف أن اللى هيبقى منهم هيبقى منبوذ من الناس.. إحنا مش بنقول اعدموا كل اللى بينتمى ليهم.. لكن لازم نقضى على فكرهم وفكرة وجود الجماعة. الكلام عن التصالح مرفوض.. ومش من حق أى حد يتكلم عن التصالح، لا الحكومة تملك الحق ده ولا السيسى ولا حمدين.. التصالح على الدم خيانة.. وإحنا المصريين نسامح فى أى حاجة إلا الخيانة.