يزداد الوضع مأساوية فى سوريا يوماً بعد يوم، حيث أعلنت الأممالمتحدة أن نحو 2.5 مليون شخص فى سوريا يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية بسبب الصراع المستمر فى البلاد وهو ضعف العدد الذى قدرته المنظمة فى يونيو الماضى، فى الوقت الذى أقدمت فيه كندا على إدراج سوريا على لائحة الدول الراعية للإرهاب. وصرح مسئولون فى الأممالمتحدة خلال اجتماع أمس الأول مع كبار المانحين ضم أيضاً أمريكا وروسيا بأن الزيادة الكبيرة فى عدد المحتاجين يعود للارتفاع الحاد فى وتيرة العنف خلال الصيف وتحديداً فى العاصمة دمشق وفى العاصمة الاقتصادية حلب. كما ضاعفت الأممالمتحدة تقريباً من مطالباتها بالتمويل لشراء الطعام والأدوية ومعدات المياه والصرف الصحى وغيرها لتصل إلى 347 مليون دولار بعد أن كان المطلوب 180 مليوناً فقط. وتعليقاً على إعلان الأممالمتحدة يقول عضو الأمانة العامة فى المجلس الوطنى السورى بسام إسحاق ل«الوطن»: «هذا يعكس حقيقة ما يحدث من مجازر يرتكبها الأسد فى حق السوريين». ومن جهتها أعلنت كندا إدراج سوريا على لائحة الدول الراعية للإرهاب، مؤكدة التزامها بمحاربة الإرهاب ومحاسبة مرتكبيه والذين يقدمون الدعم لهم، وهو الموقف الذى أثنى عليه «إسحاق» داعياً كافة الدول أن تحذو حذو كندا. فيما صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أمس بأن الكونجرس قد يتحرك هذا الشهر لتطوير العلاقات التجارية مع روسيا، فى خطوة قد يفسرها البعض كوسيلة للتقارب الأمريكى مع روسيا لاتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه القضية السورية. ولكن «إسحاق» استبعد ذلك مؤكداً أن العلاقات الاقتصادية الروسية - الأمريكية قديمة وقائمة، ولن تتغير من أجل القضية السورية. فيما أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا وإيران تضر بالمصالح الاقتصادية الروسية، مضيفاً أن روسيا ستدفع مجلس الأمن الدولى للمصادقة على اتفاق جنيف حول مبادئ انتقال سياسى فى سوريا خلال اجتماع مقرر فى سبتمبر الجارى. وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية، تواصلت الاشتباكات فى حلب، فى وقت تعرضت فيه أحياء وقرى فى دمشق ومحافظات أخرى للقصف، وفقاً للمرصد السورى لحقوق الإنسان أمس. وخاضت المعارضة المسلحة اشتباكات مع القوات النظامية فى مدينة حمص قتل خلالها أحد عناصرها، وأيضاً فى بلدة الحارة فى درعا حيث قتل وجرح ما لا يقل عن 12 من القوات النظامية، وفقاً للمرصد. وتعرضت مدينة البوكمال فى محافظة دير الزور إلى قصف تركز على محيط مطار الحمدان العسكرى، كما تعرضت مدن وقرى وأحياء فى إدلب ودرعا إلى قصف مماثل. كما قتلت طفلة عراقية عمرها أربع سنوات وأصيب أربعة أشخاص بجروح جراء سقوط أربع قذائف «هاون» أمس الأول على منطقة القائم الحدودية العراقية، حسبما أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية. فيما اتهم أمس رئيس مجلس الأمناء الثورى السورى هيثم المالح الحكومةَ العراقية بالترتيب لتسليم نظام بشار الأسد منشقين عسكريين لديها.