صمت الجميع والعلم يتحدث منفردًا، كلٌ يحارب بسلاح معرفته بينما يجاهد الأطباء لإنقاذ أرواح طالها فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".. عكفت "أميمة" على ترجمة دليل الوقاية العام من فيروس كورونا المستجد، مستغلة اتقانها ودراستها للغة الصينية لتنقل عنهم الدليل الرسمي ويتاح في مصر مجانًا لكل من يريد الحصول عليه. الصدفة جمعت بين أميمة والصين مرة أخرى بعد عامين من تركها لمدينة ووهان، حيث تلقت منحة تدريبية في مدينة ووهان الصينية بؤرة انتشار الفيروس في العالم، لتترجم دليل الوقاية من تحرير هيئة مكافحة الأمراض والوقاية منها التابع للجنة الصحة الوطنية الصينية؛ كمساهمة من مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية، التي تعمل بها في نشر التوعية، وكانت السعادة رفيقتها أثناء عملها، بحسب حديثها ل"الوطن"، خصوصًا في ظل الأجواء المليئة بالروح السلبية "كان الأهم من وجهة نظري إننا نقدم المساعدة اللي نقدر عليها بدل ما ننشر التوتر والقلق". 3 كتب ترجمها بيت الحكمة حتى الآن، أهمها كان الأخير "دليل الوقاية العام لفيروس كورونا المستجد" لأنه وثيقة رسمية صدرت من وزارة الإعلام الصينية، وهو ترجمة أميمة مصطفى ومراجعة دكتور أحمد سعيد، أول كتيب كان دليل الوقاية من فيروس كورونا للموظفين وأماكن العمل من ترجمة أميمة، الثاني كان الدليل الشامل للوقاية من فيروس كورونا المستجد وهو ترجمة مترجمات أخريات من فريق بيت الحكمة. في أقل من 12 ساعة، انتهت أميمة من ترجمة الكتاب الصادر في 32 صفحة بصيغة PDF، والشارح بالتفصيل ومدعم بصور في 4 محاور، المحور الأول يشمل تعريف فيروس كورنا المستجد، والإجابة عن الأسئلة الشائعة حول كونه مرضًا معديًا، والثاني يشمل طرق العدوى، وأعراض الإصابة، تعريف المخالطون، متى يمكن استشارة الطبيب، وإمكانية علاج المرض، والمحور الثالث عن الحماية والعلاج والوقاية العلمية حتى كيفية اختيار الكمامة المناسبة، وطريقة وضعها بصورة صحيحة، وكيفية غسل اليدي بصورة صحيحة، وكيف للإنسان أن يحمي نفسه؟ وماذا يفعل إذا ظهر أحد أعراض المرض على أحد أفراد الأسرة؟ وكيفية إجراء العزل المنزلي على المخالطين، ويجيب كذلك على كيفية حماية كبار السن من الإصابة، وطريقة تعقيم المنازل المكتشف بها حالات إصابة، وتقوية جهاز المناعة وغيرها من الإجراءات الوقائية، والرابع القضاء على الخوف والذعر بتوضيح دور المضادات الحيوية في علاج الفيروس، وكيفية التخلص من الكمامة بعد استخدامها. أميمة الحاصة على ليسانس ألسن في قسم اللغة الصنية بجامعة عين شمس، قادتها الصدفة للمكوث عاما في مدينة ووهان الصينية للحصول على منحة تدريبية في أثناء دراستها؛ لتشاهد بعد تركها للمدينة بعامين الشوارع التي سارت فيها خالية من المارة: "لما كنت بشوف الأخبار بيجيبوا شوارع مشيت فيها وليا فيها ذكريات كتير فكان الموضوع مؤثر جدا بصراحة لإني ارتبطت بيها فعلا، وكنت بطمن فيها ومش بحس بغربة لأن الصين بلد أمان جدا فكنت حريصة أقدم أي دعم أقدر عليه".
