أصبحت واقعة التحرش الجنسي والاغتصاب، وخاصة اغتصاب الأطفال، ظاهرة كارثية وقضية غريبة ومرض يبحث عن دواء ويهدم أطفالنا في المستقبل، حيث نرى ذئابًا بشرية تفتك بأطفالنا دون رحمة، الأمر أصبح يقلق الآباء والأمهات، خاصة مع تفكيرهم بإمكانية حدوثه لأحد من أبنائهم. وشهدت الآونة الأخيرة حالات اغتصاب لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 4 أعوام، حيث يتعرض الطفل للاعتداء من شخص لا يهمه سوى إشباع رغباته الجنسية، ويكون الطفل في حالة عدم قدرة على الدفاع عن نفسه. ومتلئ القائمة بحالات الاعتداء الجنسي، ومنها الطفلة "ميادة" البالغة من العمر 3 أعوام ونصف، حيث تعرضت الطفلة للاغتصاب على يد عشيق الأم، بعد أن قدمتها الأم له، وأثبتت تحقيقات النيابة أن الأم تجردت من مشاعر الأمومة، وقدمت طفلتها لعشيقها ليمارس معها الرذيلة بوحشية بعد تخديرها ب"الترامادول"، بأن وضعت الأم المخدر في كوب العصير لطفلتها، لكي تغيب عن الوعي، حتى يتمكن عشيقها من معاشرتها جنسيًا دون مقاومة. القضية والكارثة الحقيقية أن العمل الإجرامي الذي ارتكبته والدة الطفلة جريمة تستمر طوال عمر الطفلة البريئة، التي تزيد من فرصة إعادة استغلالها في المستقبل. لم يتوقف الأمر عند "ميادة" فقط، فهذه طفلة أخرى في الثانية عشرة من عمرها تقدّمت لحفظ القرآن الكريم عند عجوز يبلغ 61 عامًا، إلا أنه انتزع من قلبه كل معاني الانسانية والرحمة وقام باغتصابها حتى حملت منه، وعند شعورها بعلامات الحمل ذهبت أسرتها معها للكشف عليها فتبين أنها حامل، وحين قاموا بمواجهتها قالت لهم إن "جدو حسن كان يقول لي تعالي أقولك على حاجات عند البنات المفروض البنات ماتلعبش فيها"، وإنه كان يهددها بعدم إخبار أحد عن "الكلام الذي يتكلم معها فيه ولذلك هي خافت منه". والفاجعة الكبرى هي حادث الطفلة البريئة زينة، التي تبلغ خمس أعوام، طفلة بورسعيد التي كانت تلعب أمام منزلها في سعادة، الطفلة صاحبة الضحكة الجميلة، تعرضت لحادث آليم اغتصاب ثم قتل على أيدي ذئاب بشرية، هم محمود محمد محمود كسبر، وعلاء جمعة عزت، اللذين قاما باختطافها من أمام باب منزلها وصعدا بها لسطح العقار في الطابق الحادي عشر وتناوبا بدون رحمة في الاعتداء الجنسي عليها، ولم يكتفيا بذلك بل قاما بإلقائها من سطح العقار لتسقط داخل المنور للتخلص منها خشية أن يفتضح أمرهما. وبعد اعتراف الوحشين البشريين بقتلها، لا يريد أهالي بورسعيد من العدالة سوى شنقهما في ميدان عام لتبرد نار وحرقة والدتها وليكونا عبرة لمن سولت لهم أنفسهم تكرار مثل هذه الجريمة. فتاة أخرى كانت ذاهبة هي وشقيقها لشراء أغراض شخصية لمنزلهم، واختطفها ثلاثة عاطلين ب"توك توك"، بعد ضرب شقيقها الذي لا يتجاوز عمره 9 أعوام، ثم توجهوا بها إلى مكان مهجور على أطراف القرية، واعتدوا عليها جنسيًا وضربوها بوحشية بخرطوم أنبوبة وعذبوها لأكثر من 3 ساعات بعد فشلهم في معاشرتها جنسيًا، وكادت الطفلة أن تفقد حياتها، حيث هددوها بالقتل إن لم تكف عن البكاء أو إخبار والدتها. وتتوالى حالات الانحلال الأخلاقي، فتاة تدعى شهد (20 عامًا)، نهشتها ذئاب البشرية واغتالت براءتها، فعلى مدار 48 ساعة تعرضت الضحية لحالة من الاعتداء والاغتصاب الوحشي على يد 12 شابًا لتصاب بحالة من الإعياء الشديد ونزيف حاد، ومع تعالي صرخاتها وتوسلاتها المستمرة لهم بأن يرحموا ضعفها إلا أن شهوتهم القاتلة سيطرت على عقولهم ليسلبوا منها أعز ما تملك دون أن تأخذهم بها أي شفقة. "حالات التحرش في مصر زادت عن معدلها الطبيعي، لأن الثقافة المصرية تغيرت لو نظرنا إلى أولادنا اليوم، لا يوجد شيء يملأ حياتهم باستثناء التليفزيون والإنترنت، والآن لدينا مشكلة الزواج المتأخر، وعندما تجمع كل هذه العوامل في سلة واحدة تكون النتيجة مشاكل اجتماعية مثل التحرش والاغتصاب"، بحسب الدكتورة طاهرة المغربي، أستاذ علم نفس. وأضافت أنه يجب أن يكون في مجتمعنا وعي ثقافي وأخلاقي وديني للتقليل من حالات التحرش والاغتصاب، لكي لا تحدث مرة أخرى في الفترات المقبلة. وتابعت المغربي، أن زيادة التحرش الجنسي ترجع أسبابه إلى البطالة التي يعاني منها المجتمع المصري، ولا بد من وجود حلول للتصدي لهذه الحالات التي تتكرر بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مؤكدة على أولياء الأمور بتوعية الطفل ورعايته. الجدير بالذكر أن الجهاز القومي للإحصاء أظهر أن مصر يوجد بها أعلى نسب التحرش في العالم، وجاءت نسبة التحرش بالفتيات يوميًا 98%.