فى الوقت الذى خرج فيه المواطنون للاستمتاع بيوم شم النسيم فى الحدائق والمتنزهات العامة، قضى «رمضان شعبان» اليوم وسط القمامة والمخلفات، التى يجمعها من كل البيوت بمنطقة الكوم الأحمر بالجيزة، لتنظيف المنطقة ولكسب قوت يومه. «بقالى 8 سنين شغال فى جمع القمامة، اتعلمت المهنة فى البراجيل، حيث يوجد شخص أقام منظومة متكاملة لتجميع القمامة هناك، ويعيد فرزها ثم إرسالها إلى مصانع لإعادة تدويرها، وهو بذلك ينشر ثقافة إعادة التدوير بين الأهالى هناك، اشتغلت معاه فى البراجيل، وحلمت إنى أنشر ثقافة إعادة التدوير بمنطقتى بالكوم الأحمر، وبدأت أنفذ الفكرة».. قالها «رمضان» وهو يسير بالتروسيكل الذى اشتراه بثمن أكوام القمامة. عيب خلقى فى قدمه يمنعه من السير بشكل طبيعى، لكن نشاطه يفوق إعاقته، منذ الصباح الباكر يصول ويجول بالتروسيكل، يجمع القمامة من البيوت، يفرزها، ثم يرسلها إلى مقلب القمامة: «مفيش عمال نظافة تابعة للحكومة فى منطقتنا، وأنا كنت دايماً مشغول بتنظيفها، بحب المنطقة وعايز الكوم الأحمر تكون نضيفة». بعد سنوات من عمله فى منطقته، قرر الشاب الثلاثينى إقناع بعض الشباب العاطل بالمنطقة بالعمل معه، لمساعدته، ولتكبير منظومة لجمع القمامة بالمنطقة: «شغلت معايا 8 شباب، كلنا أكل عيشنا من الزبالة، فهمت الشباب أن الشغل مش عيب ما دام حلال، وعملنا مكتب بالمنطقة وله رقم تليفون الناس تكلمنى من البيوت عشان أبعت حد فى المنطقة اللى فيها زبالة، وأحل أى مشكلة متعلقة بالموضوع ده». لا يعرف «رمضان» الإجازات، يعمل حتى يوم الجمعة، وفى يوم شم النسيم وفى الوقت الذى يخرج فيه الجميع للحدائق، يقف الرجل وسط أكوام القمامة مع العاملين معه: «أصل اللى أنا باعمله ده اسمه قمة النظافة، والزبالة اللى بألمها دى كنز، قليل اللى عارف قيمتها».