بعد مضى 15 شهراً على اكتشاف الطبيب المصرى الدكتور على محمد زكى لفيروس الالتهاب التنفسى من نوع «كورونا» بعد فصل الفيروس من متوفى فى أحد المستشفيات بالسعودية، دأبت العديد من المراكز البحثية العالمية على إجراء التجارب المعملية للتعرف على مصدر انتشار الفيروس وتناقله بين البشر، الذى وصلت إجمالى الحالات المصابة به حتى الآن إلى 213 حالة، منهم 89 حالة وفاة، وذلك منذ ظهور المرض فى نوفمبر 2012. يُعد الوصول لمصدر انتقال فيروس «ميرس كوف» أو «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المتصلة بفيروس كورونا» بمثابة حل اللغز ومكافحة انتشار العدوى، ويعتقد الكثيرون من علماء الفيروسات أن الفيروس جاء نتيجة احتكاك البشر ببعض الحيوانات البرية الحاملة له. وأكدت الدراسات والأبحاث العلمية حديثاً هذه الفرضية، على رأسها دراسة نشرت مطلع الشهر الحالى لفريق تابع للمعهد الوطنى للصحة العامة والبيئة بهولندا، أشارت نتائجها إلى أن «الإبل العربية» وحيدة السنام قد تكون أحد مصادر العدوى. أظهر ملخص الدراسة المنشورة فى دورية «لانست للأمراض المعدية»، تركيز الدراسة على تقييم الأجسام المضادة فى دم بعض الحيوانات التى احتك بها المرضى قبل إصابتهم بالفيروس، منها الإبل العربية والماعز، وأخذ فريق العمل عينات من عدة دول «عمان، وإسبانيا، وهولندا، وتشيلى»، بواقع 80 عينة من الماشية، و40 عينة من الأغنام، و40 عينة من الماعز، و155 عينة من الإبل العربى. وأشارت نتائج فحص عينات الدراسة، الممولة من الاتحاد الأوروبى، إلى صعوبة العثور على أجسام مضادة للفيروس فى عينات الدم المأخوذة من 160 عينة، إلا أنه عثر على الأجسام المضادة فى جميع العينات الخمسين المأخوذة من الإبل فى عمان، ما يؤكد وجود نسبة عالية من انتشار العدوى بين عينة الإبل العمانية، وأن الاختلاط بين البشر وهذه الحيوانات أدى إلى انتقال الفيروس، خاصة أن الإبل لديها تاريخ من إصابات تشبه فيروس «ميرس كوف». على صعيد آخر، وفى محاولة لرصد كيفية انتقال الفيروس من إنسان لآخر، نشرت الدورية العلمية «نيو إنجلاند»، دراسة للفريق العلمى المتخصص فى التحقق من الفيروس بالسعودية مطلع الشهر الحالى، تناولت طرق انتقال عدوى «ميرس كوف» بين البشر داخل المستشفيات العامة التابعة لمحافظة الأحساء، واستطاعت الدراسة تحديد أسباب انتقال العدوى بين المرضى داخل المستشفى بعد الاتصال وجهاً لوجه مع المريض أو من خلال مريض انتقل للإقامة فى سرير مريض مصاب بالفيروس بعد إخلائه، أو بمشاركة المعدات الطبية المستخدمة بين مريض وآخر مصاب بالفيروس. ورصدت الدراسة زيادة استجابة المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى فى أحد المستشفيات للإصابة بالالتهاب الرئوى، أحد أعراض فيروس «ميرس كوف»، وبمراجعة الفريق البحثى لسجلات المرضى فى الفترة بين مارس حتى 19 أبريل الماضيين، لوحظ زيادة عدد الوفيات من المرضى بالالتهاب الرئوى خلال هذه الفترة. ورصدت الدراسة بعد الإجراءات الاحترازية انتفاء إصابة أى حالات مؤكدة بالفيروس داخل المستشفى فى الفترة من 1 حتى 23 مايو الماضى، وحاولت التوصل لفترة حضانة المريض للفيروس، من خلال تحديد أقرب وقت للتعرض للمرض، ووقت ظهور الأعراض على الحالة المصابة وتقدير الفاصل الزمنى بينهما، فوجدتها فى المتوسط 4 أيام، وهى فترة مماثلة للعدوى سارس.