رغم عمره الذى لم يتجاوز 14 عاماً، وجد نفسه طرفاً فى الصراع السياسى الدائر بين مؤيدى المرشح المحتمل عبدالفتاح السيسى والرئيس السابق محمد مرسى.. «على صالح» ترك مدرسته فى سن مبكرة وانخرط فى سوق العمل مبكراً من أجل مساعدة والده المسن والمريض فى الإنفاق على الأسرة حتى لا تضطر والدته أو أى من شقيقاته الأربع إلى العمل. قضى «صالح» عامين من عمره فى الشارع، عمل فى أكثر من حرفة واستقر أخيراً فى بيع صور مرسى والسيسى فى الشوارع وعلى أبواب محطات المترو. ينزل فى الصباح الباكر إلى ميدان رمسيس، يبدأ يومه بالبحث عن الرزق: «بابيع صورة مرسى بجنيه وبطاقة السيسى ب2 جنيه عشان البطاقة هى اللى ماشية اليومين دول». يستقبل «صالح» يومياً كماً من الإهانات والاعتداءات بسبب الصور التى يبيعها، أنصار «السيسى» يشتمونه بسبب صور «مرسى»، وأنصار «مرسى» يشتمونه بسبب صور «السيسى»، وبين الطرفين يبقى الهدف الأول والأخير له هو جمع بضعة جنيهات يعود بها إلى أسرته: «أنا مش بابيع الحاجات دى عشان باحب واحد منهم، دى لقمة عيش. فيه ناس بتيجى تقول لى السيسى حلو وهيبقى رئيس، وناس تانية تيجى تقول لى مرسى كويس وهيرجع.. أنا مش عاوز حاجة غير إنهم يشتروا». يحكى «صالح» عن موقف تعرض له: «واحدة ست جات واديتنى 20 جنيه فى صورة مرسى وحكت لى عنه حاجات كويسة وقالت لى بيع صور مرسى وما تبيعش بطاقات السيسى».. مضيفاً: «أنا ماليش علاقة بالسياسة، ده أنا باخاف أتمسك جوه المترو بصور مرسى ويقولوا علىّ إرهابى زى ما الناس بتقول، وأمى وابويا واخواتى مالهمش حد غيرى».. بعث «صالح» برسالة إلى «السيسى»: «لو هتبقى رئيس عايز اقولك ماتظلمش حد وماتجيش على حد عشان فيه ناس كتير غلابة وبيحبوك».