حصلت «الوطن» على تفاصيل واقعة مقتل «شاب إخوانى» على يد أمين شرطة داخل قسم شرطة إمبابة، أمس الأول، حيث كشفت التحريات والتحقيقات أن المتهم أمين الشرطة أحمد الطيب، مسئول عن تسجيل البيانات الجنائية للمتهمين الجدد أو المفرج عنهم داخل قسم شرطة إمبابة، ويعمل منذ 4 سنوات فى القسم، وسبق أن تشاجر مع عدد من أصدقائه أكثر من مرة. وقالت التحريات، التى جرت بإشراف اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية، وأقوال المتهم، إن المجنى عليه حضر إلى ديوان قسم شرطة إمبابة الساعة 3 عصراً، لدفع كفالة مالية لأحد أصدقائه من جماعة الإخوان الإرهابية، ويُدعى ناصر شعبان، بعد أن صدر للأخير قرار بإخلاء سبيله من محكمة الجنايات بكفالة مالية 10 آلاف جنيه، وأثناء وجود المجنى عليه محمد خليل، بائع، بديوان القسم، أخبره أمين الشرطة أنه مطلوب ضبطه وإحضاره فى نفس القضية المفرج عن صديقه فيها، فحدثت مشادة كلامية بينهما وتبادل الاثنان الشتائم، فأخرج المتهم سلاحه الميرى وأطلق 3 رصاصات من مسافة أقل من متر على الضحية، فاخترقت الطلقات جسده، فيما تجمع عدد من أمناء وأفراد وضباط القسم، الذين ألقوا القبض على المتهم وتحفظوا على السلاح. وأضافت التحريات والتحقيقات أن قيادات مديرية أمن الجيزة حضروا إلى قسم شرطة إمبابة، وأمر اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة، بتشديد الإجراءات الأمنية حول قسم الشرطة، تحسباً لحدوث أى أعمال عنف وشغب من قِبل أسرة المجنى عليه أو أصدقائه، موضحة أن المتهم أطلق الرصاص على المجنى عليه بسبب خلافات سابقة بينهما، حيث كانا يتشاجران كثيراً، لافتة إلى أن المجنى عليه استفز المتهم، وقال له «تفتكر إن الشرطة هتقدر تحميك جوه القسم»، مما دفع المتهم لإخراج سلاحه الميرى، وإطلاق الرصاص على المجنى عليه. ولفتت التحريات والتحقيقات التى أشرف عليها فريق من ضباط المباحث، قاده اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء حسن عبدالهادى نائب مدير الأمن لقطاع شمال الجيزة، والعميد محمود خليل رئيس مباحث القطاع، والعقيد درويش حسين مفتش المباحث، والرائد محمد غراب رئيس مباحث إمبابة، إلى أن المجنى عليه كان ضمن 12 إخوانياً مطلوباً ضبطهم وإحضارهم فى القضية رقم 540 لسنة 2014، لتورطهم فى التحريض على العنف، وتمويل مظاهرات الإخوان فى منطقة إمبابة، وبالتحديد فى شارع الوحدة، مؤكدة أن إدارة البحث الجنائى بالجيزة أعدت مذكرة تحريات لتفتيش منازل ال12 إخوانياً، وأن المستشار علاء سمير رئيس نيابة إمبابة، أصدر قراراً بضبطهم وإحضارهم ومداهمة منازلهم، وتمكن الضباط من القبض على المتهم ناصر شعبان، وأثناء حضور المجنى عليه إلى ديوان القسم لسداد كفالة الإفراج عنه فوجئ بصدور قرار ضبط وإحضار له. وكشفت المعاينة التى أجراها أحمد ناجى رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، أن غرفة المعلومات بالطابق الثانى بقسم شرطة إمبابة كانت مسرح الجريمة، حيث أطلق أمين الشرطة الرصاص على المتهم داخلها، وأسفرت المعاينة عن العثور على 3 فوارغ طلقات ومقذوفات، عبارة عن أغلفة نحاسية، فضلاً عن آثار دماء فى مكان مقتل المجنى عليه، وحرّزت النيابة المقذوفات والفوارغ وأرسلتها إلى المعمل الجنائى. وناظر أحمد ناجى رئيس نيابة الحوادث، جثة المجنى عليه داخل مستشفى إمبابة العام، حيث تبين أنه مصاب ب3 طلقات، إحداها أصابته فى البطن وخرجت من الظهر، وطلقة فى الجانب، فضلاً عن طلقة فى الكتف من الخلف خرجت من الجهة الأمامية. من جانبها، نفت والدة المجنى عليه انتماء ابنها إلى جماعة الإخوان، مؤكدة أن أسرتها تؤيد المشير عبدالفتاح السيسى، موضحة أن نجلها لديه مولود عمره يومان. وأكد عدد من أصدقاء وجيران المجنى عليه أن هناك خلافات بينه وبين أمين الشرطة، وكانا يتشاجران بصفة مستمرة، وهما من سكان منطقة واحدة فى إمبابة، مضيفين أن المجنى عليه يعمل فى مصنع ملابس، ومحترم، وليس له أى ميول سياسية. وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات: إن المتهم نقل إلى مكان آخر بعيداً عن القسم، بعد حضور أسرة المجنى عليه، وخوفاً من حدوث أى أحداث شغب أو عنف خارج أو داخل القسم، موضحة أن رئيس نيابة الحوادث انتقل إلى المكان المحتجز فيه المتهم للتحقيق معه ومواجهته بتهمة القتل العمد.