هل تريد التأكد من أنك الأب الحقيقى لابنك؟ لدينا اختبار دى إن إيه DNA من أجل إثبات البنوة، هل تريد أو تريدين أن تكتشفى وتتأكدى من خيانة زوجك أو زوجتك لك؟ لدينا اختبار «دى إن إيه» لكشف الخيانة الزوجية. ليس عليك سوى إحضار عينة من أى من المصادر أو المواد البيولوجية التى يمكن الحصول عليها مما يلى، على سبيل المثال: الواقى الذكرى المستعمل - بقع الدم الجافة - بقع الملابس الداخلية مجففة - بقع المنى مجففة - بقع اللعاب المجفف - الشعر مع بصيلاته - بقايا شعر الحلاقة من على أمواس ماكينة الحلاقة.. اطمئن.. الفحص يجرى فى سرية تامة وتبدأ تكلفته بمبلغ 249 دولارا، ويستغرق من 3 - 5 أيام عمل، عليك الاتصال بنا لمناقشة وترتيب الوضع الخاص بك على حدة. ماذا تفعل لو وصل إلى منزلك إعلان يحمل هذه الكلمات؟ وماذا لو سمعت سيارة تحمل مكبراً للصوت تنادى بهذا النداء الذى يحمله الإعلان تحت بيتك؟ بالتأكيد سوف يغلى الدم فى عروقك، وربما نزلت إلى سائق السيارة واشتبكت معه وضربته، ولكن هذا ما يحدث فى شوارع نيويورك -كما ذكرت وكالة رويترز فى تقريرها- حيث تطوف سيارة «فان» طولها 8.5 متر عبارة عن عيادة طبية متنقلة مكتوب عليها: «من هو الأب الخاص بك؟»، وتقدم على الفور خدمات اختبار الحامض النووى المحمول، حيث تؤخذ العينة من الحامض النووى ويتم تعبئتها وإرسالها إلى مختبر فى ولاية أوهايو، ويتم إرجاع النتائج فى غضون 3-5 أيام عمل، وقد أثار هذا التساؤلات حول تداعيات نتائج هذه الاختبارات السريعة والسهلة لتحديد الأبوة وكشف الخيانة على العلاقات الأسرية والزوجية، وتأثير ذلك على الأبناء، وفى إحدى الدراسات التى تم نشرها أخيراً عن مستخدمى هذه التقنية، تبين أن 60% منهم من الرجال الذين يشكون فى سلوك زوجاتهم. والحقيقة أن هذا الخبر قد أفزعنى، فما أقسى أن يشك الإنسان فى نسب أبنائه، والشريعة الإسلامية لديها مبدأ لا تحيد عنه فى مثل هذه الأحوال، وهو أن «الولد للفراش»، بغض النظر عن التحاليل التى تثبت عكس ذلك، وقد ناقشت هذا الأمر مع الكثير من أساتذتى فى الفقه من قبل، مثل دكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة الأسبق وآخرين من العلماء الأجلاء، وكان رأيهم أنه يجب أن نفرق بين علة النص والحكمة فيه، فيلزم لترتيب الحكم وجود العلة حتى لو لم تتوافر لدينا الحكمة من وراء هذا الأمر، ومثال ذلك أن القرآن الكريم قد رخص للمسافر والمريض الإفطار، والعلة الموجبة لترتيب الحكم هو المرض أو السفر، لكن ما الحكمة من وراء ذلك؟ هل هى المشقة فى الامتناع عن الطعام والشراب؟ فالآن يسافر المرء من بلد إلى آخر براحة كاملة ودون مشقة وعناء، فهل يعنى ذلك عدم تطبيق الرخصة؟ بالطبع لا، وعلى ضوء هذا يعد إعمال تحليل DNA لمعرفة النسب ومطالبة تشريع قانونى بهذا إنما هو أمر يخالف الشريعة التى لا يجوز الخروج عليها بأى حال من الأحوال، كذلك فإن كثيراً من النظريات العلمية التى كان يسير عليها الناس لعدة مئات السنين ثبت بعد ذلك عدم صحتها، فالعلم متغير لكن شرع الله ثابت، فلا يجب أن نخرج عما قرره الشرع لمجرد وصول العلم إلى مسألة ما، ولنتذكر قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} الإسراء الآية 85، ومن جهة أخرى فإن تحليل DNA هو تحليل للمادة الوراثية، والقائم به هم البشر، والبشر عرضة للخطأ والنسيان، فماذا لو تم الاعتماد عليه منفرداً فى تقرير النسب من عدمه، وأخطأ من قام بإجرائه؟ من جهة ثالثة سيفتح هذا باباً من الفتنة والفساد يسمح للزناة والمنحرفين بالمطالبة بتقرير حق النسب لمجرد أن تحليل (دى إن إيه) يمكننا من الوصول لوالد الطفل، مما يقضى بالتبعية على العلاقات الشرعية التى حددها ورسمها الشرع، فيستطيع الشواذ أن يتزوجوا ويأتوا بالولد عن طريق الزنا ويعترف به. ويتبقى سؤال هام: متى يجوز استخدام تحليل DNA كوسيلة إثبات - فى إنكار النسب بشكل يتفق مع الشريعة؟ فالزوج الذى ينكر نسب ابنه إنما هو يقذف المحصنات وهناك حد وجزاء للقاذف، لذا فقد قررت الشريعة الإسلامية اللعان بين الزوجين فى حالة ما إذا رأى الزوج على زوجته فعل الزنا ولم يكن لديه الدليل وهم أربعة شهود عدول، وبعد اللعان لا يثبت النسب للولد للزوج الملاعن لزوجته، ويثبت النسب للزوجة فقط، وهنا أعتقد أن استخدام هذا التحليل DNA لمعرفة من هو أبو الولد ضرورى جداً، وذلك فقط فى حالة الإنكار كما هو الحال فى استخدام القيافة لدى السلف فى تحديد النسب، فإذا ما وصل التحليل إلى أن الابن لأبيه بالفعل، يبقى نسبه لأبيه باعتبار أن فى هذه المسألة خيرا ونفعا ولا ضرر فيها، بل سيساعد هذا الأمر الزوج على أن يفكر ويعاود نفسه قبل أن يلاعن زوجته.