تحولت مسيرة دعم الثورة السورية، التى دعا إليها مجموعة من النشطاء، إلى حرب ثأر من «الألتراس»، بعد الاشتباكات التى استمرت 8 ساعات متواصلة بينهم وبين قوات الأمن المركزى، منذ مساء أمس الأول وحتى أمس، وتحولت المسيرة إلى حرب شوارع بين الطرفين، امتدت حتى محيط السفارة الأمريكية وكوبرى قصر النيل. ورصدت «الوطن» أكياسا بلاستيكية سوداء بصحبة عدد من المتظاهرين «الملثمين» بأعلام الثورة السورية، وبداخلها «حجارة» منذ انطلاق المسيرة من ميدان التحرير، تجاه السفارة السورية، وسط وجود أمنى شديد أحاط مداخل السفارة، وردد المتظاهرون شعارات: «الله وسوريا وبس»، و«دكتور مرسى يا دكتور مرسى.. دم اخواتنا أهم من الكرسى». واندلعت الاشتباكات بين الطرفين، حين ألقى عدد من المتظاهرين زجاجات المولوتوف، على جنود الأمن المركزى الموجود داخل شارع «أحمد حشمت»، قبل أمتار من المدخل الرئيسى للسفارة، فى محاولة للوصول لمبنى السفارة ورفع علم الثورة، مرددين هتافات: «الداخلية بلطجية»، لتطلق قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. ولجأ المتظاهرون إلى قطع طريق كورنيش المعادى، أمام فندق «كمبينسكى»؛ لإجبار قوات الشرطة على وقف تقدمها، ما دفع قوات الأمن المركزى لمطاردة المتظاهرين حتى مطلع كوبرى قصر النيل، مستخدمة القنابل الغازية، واتجه المتظاهرون للرد بالحجارة، فى ظل ارتفاع مستمر لأعداد المقبوض عليهم، الذين وصل عددهم إلى 20 بحلول صباح أمس. وفى ال10 مساء أمس الأول، ازدادت أعداد المتظاهرين؛ لتصل إلى نحو 400 متظاهر، مع وصول أعضاء مجموعات «الألتراس»، فى الوقت الذى انسحب فيه أعضاء الجالية السورية من المظاهرة مفضلين العودة لخيامهم فى ميدان التحرير، مع انتقال حدة الاشتباكات إلى محيط السفارة الأمريكية، حين أغلقت قوات الأمن المركزى بشكل جزئى طريق كورنيش النيل لمنع تقدم المتظاهرين. بحلول منتصف الليل، وصلت قوافل «الدعم» للمتظاهرين، التى تمثلت فى «زجاجات المولوتوف والحجارة» لمواصلة الاشتباكات، ووصلت حدتها إلى محيط السفارة الأمريكية، واتجه المتظاهرون لإلقاء الحجارة على تشكيلات الأمن المركزى، الموجودة بصحبة عدد من مدرعات الجيش، أمام مقر السفارة البريطانية. وتخلى المتظاهرون عن الشعارات المؤيدة للثورة السورية، بمرور الوقت، واتجهوا لترديد شعاراتهم المعادية لوزارة الداخلية، التى ارتبطت بشكل كبير ب«مذبحة بورسعيد»، وعلق أحد المتظاهرين على سبب الإصرار الدائم للاشتباك مع قوات الشرطة، على الرغم من محاولات التهدئة، قائلاً: «ده حق غايب ولازم يرجع، الداخلية لازم تدفع الثمن».