تسبب التقرير الذى نشرته «الوطن» فى عددها الصادر أمس جدلاً كبيراً فى أوساط وزارة الزراعة، حيث أكد عدد من مسئولى الوزارة أن الحكومة تتكتم على حقيقة التعديات على الأراضى الزراعية فى الوادى والدلتا، واصفين إياها ب«الجريمة المنظمة»، والتى يشارك فيها أركان الفساد بالأجهزة الإدارية المسئولة عن حماية الأراضى الزراعية بالدلتا والوادى أو الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية المسئولة عن حماية 70 مليون فدان تقع خارج زمام الدلتا ووادى النيل أو ما يعرف بالأراضى الصحراوية الخاضعة لولاية الهيئة، أو الأجهزة المحلية بالمدن والقرى. وقال الدكتور عبدالعزيز شتا، رئيس قطاع استصلاح الأراضى، فى تصريحات ل«الوطن»، إنه أجرى دراسة علمية حول التعديات على الأراضى الزراعية سواء بالبناء على الأراضى أو من خلال شبكات الطرق غير «المقننة» أو من خلال الأخطاء الناتجة عن سوء استغلال الأراضى، موضحاً أنه تم تدقيق بيانات هذه التعديات باستخدام صور الأقمار الصناعية والتى أوضحت أن مصر تخسر سنوياً ما يصل إلى 31 ألف فدان، بإجمالى 930 ألف فدان خلال الأعوام ال 31 الماضية منها 900 ألف فدان خلال الحقبة التى تولى فيها الرئيس السابق مبارك. وطالب شتا بضرورة أن يتم التعامل مع أراضى الدلتا على أنها محمية طبيعية لمنع التعدى عليها، وزيادة العائد الزراعى من استخدامها للحفاظ عليها وتطويرها طبقاً للنظم العلمية الحديثة التى تعتمدها الأجهزة البحثية والإدارية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، مشيراً إلى أن عشوائية التخطيط وضعف الرقابة وراء الأزمة. وعلل شتا ارتفاع معدلات التعديات على الأراضى الزراعية بالسياسات الخاطئة الخاصة بالتوسع الأفقى فى المناطق العمرانية والخدمية للقرى والمدن وإنشاءات الطرق الجديدة، مشيراً إلى أهمية الخروج من نطاق الدلتا والوادى «الضيق» إلى أفق أكثر «رحابة»، لنقل الكثافة السكانية خارج الوادى والدلتا. وأضاف رئيس قطاع استصلاح الأراضى أن اتباع أساليب حديثة فى الرى من شأنه تعظيم الاستفادة من حصة مصر من مياه النيل واستغلالها فى عملية التوسع والبالغة 55.5 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، بالإضافة إلى استغلال إمكانيات الخزان الجوفى بمنطقة الصحراء الغربية للتوسع فى مشروعات الاستصلاح الزراعى فى مناطق الواحات وتوشكى وشرق العوينات لاستكمال مخططات الدولة فى التوسع الأفقى بالمشروعات القومية. وحذر رئيس قطاع استصلاح الأراضى من خطورة التمادى فى إنشاء الطرق الدائرية حول القرى والمدن فى منطقة الوادى والدلتا لكونها المسئول الأول عن ضياع الأراضى الزراعية القديمة لأن هذه الطرق تشجع المواطنين على البناء على الأراضى الزراعية المحيطة بها.