سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكوميديا لما تضلم: «بلال» حلق نص دقنه و«أحمد» جرى من العفاريت و«معتز» اتأخر على زفافه المصريون يتغلبون على انقطاع الكهرباء بالفكاهة وأستاذ علم اجتماع: «بيطلعوا لسانهم للأزمات»
«هم يبكى وهم يضحك»، جملة تنطبق على تعاملات المصريين اليومية مع انقطاع الكهرباء؛ فرغم أنها أزمة كبيرة تتضاعف حدتها يوميا فإنها تفجر العديد من المواقف الكوميدية. معتز أبورحاب، أحد سكان سبورتنج إسكندرية، تعرَّض لموقف لا يُحسد عليه بسبب انقطاع الكهرباء؛ فأثناء دخوله العمارة التى يقطنها انقطعت الكهرباء فجأة فظل يتحسس طريقه إلى شقته، خاصة أن بطارية تليفونه المحمول نفدت: «فضلت أحسس على الحيطان وأنا طالع.. المصيبة إنى مش عارف أنا فى أنهى دور فاضطريت أخبط على الجيران أقولهم: هو إحنا فى الدور الكام؟!». أحمد مجدى، مهندس اتصالات بمحافظة الدقهلية، اعتاد على انقطاع الكهرباء يومياً فى توقيت معين، يستعد قبله بقضاء كل احتياجاته ووضع الأغراض التى سيستخدمها بالقرب منه، إلا أن انقطاع الكهرباء أخلف موعده: «فى الساعة اللى بيتقطع فيها النور، ما اتقطعش، فقلت أرخم بقى وقمت متصل بالوزارة وقلتهم: انتو ما قطعتوش الكهربا ليه؟!». عمال أحد مصانع النسيج فى العبور يعتقدون دائماً من خلال الأصوات التى يسمعونها أن هناك «عفاريت» تسكن المصنع، يزداد هذا الإحساس مع انقطاع الكهرباء، وحسب أحمد عباس، أحد العاملين بالمصنع، فإنه فور انقطاع الكهرباء يجرى العمال لدرجة اصطدام بعضهم بالبعض الآخر خوفاً من الكلام المتداول بأن «المصنع فيه عفاريت». الموقف الأكثر كوميديا هو الذى تعرض له بلال أحمد يوم زفافه؛ حيث انقطعت الكهرباء أثناء وجوده فى صالون التجميل فاضطر إلى انتظار التيار الكهربائى ساعة ونصف الساعة ليستكمل حلاقة ذقنه للحاق ب«الزفة» التى تأخر عليها كثيراً. الدكتور محمد السيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسى بأكاديمية الشروق، أكد أن الشخصية المصرية على مر التاريخ هى دائمة التأقلم والتكيف مع الأزمات والمواقف الصعبة التى تقع على كاهلها؛ فالمواطن المصرى يُجيد السخرية من الواقع حتى إن تطلب الأمر السخرية من نفسه ومن الآخرين، فيُبدع فى أحلك المواقف: «إحنا شعب خفيف الظل، والأزمات اللى عشناها وطريقة تعاملنا معاها بتأكد إننا شعب ابن نكتة». ويستكمل: «المصريين بيطلّعوا لسانهم للأزمات ويضحكوا عليها».