ربما لم يثر برنامج جدلاً خلال رمضان الماضى أكثر من برنامج «سمر والرجال»، الذى قدمته المذيعة سمر يسرى، على قناة «القاهرة والناس»، وذلك بعد أن رأى البعض فيه جرأة شديدة فى مناقشة العلاقة بين الرجل والمرأة. «سمر» التى سبق أن قدمت العديد من البرامج مثل «من فينا» و«نغم» و«ليلة طرب» و«ساعة مع حواء»، ترى فى عملها فى قناة «القاهرة والناس» إضافة لها، وأيضاً تستعد خلال الفترة المقبلة لكى تقدم برنامجا لم تفصح عن تفاصيله بعد. ■ هل توقعت الهجوم عليك بعد عرض البرنامج؟ - بالتأكيد، ولم أخشه من البداية، والدليل أننى انضممت إلى قناة «القاهرة والناس» المعروفة بجرأتها، ولكنى أتعجب من أن يكون هناك فى الفترة الحالية مناداة بالمزيد من الديمقراطية التى وصل من خلالها الإسلاميون إلى الحكم، فى مقابل مطالبة البعض بالحد من حرية الإبداع وحرية الفكر والجرأة فى مناقشة القضايا المجتمعية المهمة مثل علاقة الرجل بالمرأة. ■ وكيف جاء انضمامك إلى قناة «القاهرة والناس»؟ - جاءنى العرض عن طريق صاحبها طارق نور، ووافقت على الفور دون تردد، لعدة أسباب، أهمها اسم طارق نور فى حد ذاته بما يملكه من خبرة واسعة فى المجالين الإعلامى والإعلانى، مما يجعلنى على ثقة كبيرة فى الشكل الذى سأظهر به، والاهتمام الذى سأحظى به فى عملى معهم، وفى نفس الوقت استطاعت قناة «القاهرة والناس» خلال الأعوام السابقة أن تحقق مكانة متميزة وسط الشاشات العربية، وزاد من حماسى قرار طارق نور باستمرار بث القناة لأول مرة بعد شهر رمضان، فكل هذه العوامل مجتمعة جعلتنى أتمسك بعرض طارق نور عن غيره من العروض التى تلقيتها عقب إنهاء تعاقدى مع قناة «الساعة». ■ وماذا عن فكرة برنامج «سمر والرجال»؟ - الفكرة كانت تشغلنى منذ فترة طويلة، وانتهيت من كتابتها قبل تعاقدى مع «القاهرة والناس»، حيث كنت أرى دائماً أن الرجل بالنسبة للمرأة مثل الكهف، غامض وغير واضح فى معظم الأشياء، ولديه كثير من الأسرار، وكنت أرغب من خلال البرنامج فى الخوض داخل أعماق الرجال متحدثة بلسان كل النساء. ■ الحوار اتسم بالجرأة.. هل كان هذا مقصودا؟ - بالتأكيد كان مقصودا حتى يمكن لنا أن نصل بالحوار إلى أقصى حد ممكن من محاولة الفهم لتفكير الرجال واكتشاف ما بداخلهم من خفايا فى كثير من الأمور التى تتعلق بنظرتهم للمرأة ورؤيتهم لعالم النساء ومواقفهم منهن، وماذا يريدون منهن حتى نصل كرجال ونساء لنقطة التقاء. ■ البعض فسر جرأة الحوار فى رغبتك فى مزيد من الشهرة ولفت الأنظار؟ - هذا غير صحيح، فأنا لم أسع لذلك على الإطلاق، ولا أتصور أن التفكير بهذه الطريقة من الممكن أن يصنع مذيعا جيدا أو برنامجا ناجحا، فالجرأة كانت متعمدة لأن طبيعة الحوار تقتضى ذلك، ولا أرى فيها أية تجاوزات من تلك النوعية التى يمكن أن تثير كل هذه الانتقادات التى حاول الكثيرون افتعالها، كما أننى لا أحتاج إلى افتعال هذا من أجل الشهرة. ■ ما أهم الملاحظات التى رصدتها من خلال حواراتك مع ضيوفك طوال رمضان؟ - أن كل الضيوف لم يقولوا كامل الحقيقة لأكثر من سبب، بعضها يتعلق بالمحافظة على مشاعر من يحب، كما أن معظمهم يفكرون بنفس الطريقة تقريباً. ■ وما أفضل حلقات البرنامج من وجهة نظرك؟ - حلقات عادل حمودة وأيمن نور وزاهى وهبى وجورج قرداحى وعزت أبوعوف، فحديثهم أعجبنى واستمتعت بلقائهم، وأعجبتنى صراحتهم ووجهة نظرهم فى المرأة أيضاً. ■ ما فكرة برنامجك المقبل؟ - حتى الآن لم أستقر بشكل نهائى على فكرة للبرنامج، أو إذا كان سيستمر بشكل أسبوعى أو يومى خلال الفترة المقبلة، وأعقد حالياً جلسات عمل دائمة مع فريق عمل القناة للوصول إلى فكرة متميزة، ولكن ليس صحيحاً أنه سيكون بعنوان «سمر والنساء»، ولكنه سيكون مختلفا وبعيدا جداً عن «سمر والرجال»، وأنا لا أتقيد بشكل معين فى نوعية البرامج التى أقدمها، ولا مانع لدىّ من تقديم برنامج سياسى أو اجتماعى، بشرط أن أقدم شيئا جديدا ومختلفا يضيف لى، ويخرج إلى الجمهور بشكل متميز، وسط هذا الكم الكبير من البرامج السياسية.