انتهى التاريخ الطويل من الدم والثأر بين «العرب» و«الهوارة» فى مركز نجع حمادى، أمس، عقب الصلح التاريخى الذى تم بين عائلتى «آل طايع» و«أحمد»، فى قرية العدسية، بمساعدة الأجهزة الأمنية والقيادات الشعبية ولجنة المصالحات بمحافظة قنا. وأقيم سرادق الصلح فى القرية، وفى مشهد مهيب قدم محمد يوسف كفنه لأحد أبناء عائلة «آل طايع»، ليتصافح بعدها الطرفان وأبناء القبيلتين ابتهاجاً بالصلح، بحضور أكثر من 7 آلاف مواطن من أبناء القبيلتين، فيما دفعت قوات الأمن بمديرية أمن قنا ومباحث نجع حمادى، بعدد من التشكيلات والمدرعات، لتأمين الصلح. وتمكنت لجنة المصالحات بمساندة رموز القبيلتين مع العائلتين، وبعد حوار دام أكثر من سنة كاملة، من الاتفاق على أن يقدم أحد أبناء قبيلة هوارة من عائلة أحمد «القودة» أو الكفن، عن قتله شخصين من العرب من عائلة «آل طايع» فى فبراير من العام الماضى. وترجع الخلافات بين العرب والهوارة، إلى أربعينات القرن الماضى، حين اندلعت معركة راح ضحيتها العشرات من الجانبين، وكانت المنافسة فى الانتخابات البرلمانية والنزاع على الأراضى الزراعية وعادة الثأر، أبرز أسباب استمرار الصراع، فيما تتركز الخلافات الحالية بين عائلتى العتامنة «هوارة» والحمامدة «عرب» بقرية فاو بحرى، بمركز دشنا، وراح ضحيتها 5 قتلى من الطرفين، إضافة إلى الصراع بين قريتى الياثنية والحمدية، الذى بدأ فى 1990، فضلاً عن الصراع المشتعل بين أهالى قرية أبودياب شرق «هوارة» وإحدى عائلات نجع عتمان بالعزب المصرى «عرب».