يقف كلا المرشحين في مواجهة غير محسومة، وفي اختبار المصارحة مع الشعب، يدير المناظرة شخص يقف على الحياد، ويواجه كلاً منهما بالأسئلة، وينتظر الإجابة في ثوانٍ معدودة، يكشف كل شخص القصور في برنامج الآخر بأسئلة مباشرة، ويتمنى أن يتعثّر ليخرج منتصرًا، إنها حرب تكسير العظام المسماة ب"المناظرة"، والتي لم تحدث في تاريخ مصر، وعلى مستوى الانتخابات الرئاسية سوى مرة واحدة، بين المرشحين السابقين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وخرج كل منهما من السباق خالي اليدين، بعد أن وقعا في الفخ. "التلويح بالمناظرة"، هو الشعار الذي دائمًا ما يستخدمه حمدين صباحي، المرشح في سباق الرئاسة الحالي والسابق، فهو دائمًا يفتح الباب على مصراعيه للمواجهة مع المرشحين، لإجادته الخطاب البليغ، وأسلوبه المميز في إدارة الحوارات الإعلامية لصالحه، وهذا كان أهم المكاسب التي حصدها من سباق الرئاسة الماضي، الذي حل فيه بالمركز الثالث. وفي انتخابات الرئاسة 2012، خرج "صباحي" في وسائل الإعلام ليطلب المناظرة مع أي مرشح من المرشحين ال12 الموجودين بكشوف الناخبين ولم يستجب أحد، وعاد "صباحي" في 2014 ليعيد استعداده للمناظرة من جديد مع المرشح الأقوى في المنافسة عبدالفتاح السيسي، ولكن لم يلقَ الجواب إلى الآن. وتوقّع الباحث الاستراتيجي الدكتور عماد جاد، أن حملة المشير عبدالفتاح السيسي سترفض عمل المناظرات مع أي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية. "حمدين صباحي متحدث جيد وله تاريخ في السياسة وممارسة العمل الحزبي"، هذا ما رآه "جاد" يحسب لحمدين، مشيرًا إلى أنه يرغب في المناظرة بشكل قوي، في وقت يحتاج فيه إلى بذل مجهود مضاعف، وتدشين حملة قوية لأن المشير عبدالفتاح السيسي له شعبية كبيرة، ورصيد في الشارع. ويؤكد الباحث السياسي، أن المناظرة السابقة بين عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى سقطت بالاثنين وأنقصت من رصيدهما عند الناس.