تزامن دفع الربيع العربي بشبح الخوف لدى الدولة العبرية "إسرائيل"، مع طوفان التفجيرات التي شنها المتشددون على خط الغاز الطبيعي الذي يمد إسرائيل بما تحتاجه، إلى جانب الصاعقة الإخوانية التي صعدت إلى الحكم في الدولة المصرية، كل ذلك توافق مع انتهاء فترة السفير المصري لدى تل أبيب ياسر رضا، التي استمرت 4 سنوات، وتولي عاطف سالم سيد الأهل، منصب السفير المصري هناك، وسط توقعات أن تكون فترة عمل الأخير هي الأصعب في ظل التوتر والجمود المتوقع في العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد الرئيس محمد مرسي. لم يكن عاطف الأهل الذي درس الإعلام والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وشغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية، غريبًا عن إسرائيل، فقد خدم في القنصلية المصرية في منتجع إيلات الجنوبي المطل على البحر الأحمر، وحينها كان تاركا أولاده الثلاث بالقاهرة، بينما رافقته زوجته السيدة سها التي تحرص على مرافقته، كما عمل بأكثر من 6 عواصم أوروبية وآسيوية، منها الصين وتايلاند وروسيا. غادر السفير عاطف سيد الأهل إلى تل أبيب أمس الأحد، على متن الطائرة "إيرسينا" من القاهرة، ومن المقرر أن يتقدم بأوراق اعتماده إلى الرئيس شمعون بيريز في 17 سبتمبر الجاري حسب ما ذكرت الإذاعة الاسرائيلية، ووصل الأهل إلى إسرائيل في الوقت الذي عاد فيه السفير الإسرائيلي يعقوب أميتاي إلى القاهرة ليستأنف عمله بعد إجازته الأسبوعية. يعتبر السفير عاطف الأهل السفير المصري الخامس لدى إسرائيل منذ معاهدة "كامب دافيد" للسلام بين البلدين، بعد كل من السفير سعد مرتضى "1980 / 1982"، والسفير محمد بسيوني "1988 /2001"، الذي تم استدعاؤه على خلفية الانتفاضة الفلسطينية، ثم خلفه محمد عاصم إبراهيم من "2005 / 2008"، ثم السفير المنصرم ياسر رضا "2008 / 2012"، الذي أنهى فترته هذا العام. بينما يقابل السفراء المصريين، 11 سفيرا إسرائيليا، آخرهم يعقوب أميتاي الذي حضر القاهرة أمس لاستئناف عمله، وكان سبقه 10 سفراء هم، إلياهو بن إليسار "1980–1981"، وموشه ساسون "1981–1988"، وشيمون شامير "1988–1991"، وإفرايم دوفاك "1991–1992"، وداڤيد سلطان "1992–1996"، وزفي مازل "1997–2001"، و كدعون عامي "2001–2003"، وإلي شاكد "2004–2005"، وشالوم كوهين "2005–2009"، وإسحاق ليڤنون "2009-2011". وجاء تعيين سيد الأهل لدى تل أبيب ضمن حركة السفراء الجدد التي أقرها الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، مؤخرًا، وسط جدل متصاعد حول مستقبل معاهدة "كامب دافيد"، بخاصة بعد صعود الإخوان المسلمين إلى رأس السلطة الحاكمة لمصر، وفي الوقت التى تراقب فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية الأحداث التي تشهدها الساحة السياسية والأمنية في مصر، تسلط وسائل الإعلام عدساتها على السفير الجديد لتراقب مواقفه في ظل تطور مستمر في الأحداث، وهو ما لوحظ من الاهتمام الإعلامي الإسرائيلي للسفير الأهل.