«إحساسى عمره ما يخيب، ربنا حينصرنا والإعدام حيكون مصير اللى قتل حفيدى الوحيد»، بهذه الكلمات المقتضبة كانت تتمتم جدة الطفل حمادة بدر حسونة بغرفته، فى الساعات الأخيرة قبيل النطق بالحكم فى قضية، إلقاء الأطفال من أعلى عقار بسيدى جابر على أيدى مؤيدى الإخوان، والمتهم فيها 62 متهماً. قضت «الوطن» الساعات الأخيرة داخل منزل الطفل حمادة، قبيل النطق بالحكم فى قضية، والتى كانت أصعب لحظات تمر على عائلته بعد انتظار طال طويلاً من أجل القصاص لنجلهم الوحيد. إحساس حزين ممزوج ببعض التخوفات سيطر على الأسرة، من أن يأتى الحكم على غير المتوقع، ويكون غير مرضٍ لهم، وكان الأمل والخوف هما المسيطرين على الأسرة بأكملها. تقول جدة «حمادة» التى تبلغ من العمر 87 عاماً: «من أول ما مات حفيدى، وأنا بادعى من قلبى، علشان اللحظة ديه تيجى، وربنا ينصرنا من عنده، وينتقم من اللى أخذوه من حضنى، وحرمونى من إنى أشوفه كل يوم، وأقعد معاه ورموه من السطح ربنا مش حيسيب حق الشهداء، ولا حق حمادة، دول لا مسلمين ولا يعرفوا ربنا، وزى ما حرقوا قلبنا على ولادنا ربنا هينتقم منهم». وتسترجع الجدة ذكريات اليوم الذى تلقت فيه خبر وفاته وتستطرد حديثها: «الجمعة أصعب يوم بيعدى عليا فى الأسبوع، لأنه مات يوم جمعة كان معايا وعمال يهزر ويضحك ويقولى أنا رايح أعمل مع صحابى فانوس رمضان والزينة وهى كانت اللحظة الأخيرة اللى خرج فيها وما رجعش تانى للبيت بعدها، وبعد ثوانٍ قليلة سمعت خبر وفاته». وجلست بعد انتهائها من الصلاة تدعو الله وتقول: «يا رب النصر، يا رب القصاص لحمادة، وكل الشهداء أنت عارف إننا مستنين اللحظة ديه من زمان، وسكتت قليلاً لتستكمل، يا رب أعمى عيونهم عن المشير السيسى رئيس الجمهورية، وشل أيديهم لو حاولوا يلمسوه هو أملنا الوحيد علشان بلادنا ترجع زى زمان ونجيب حق اللى راحوه». فيما استعد بدر حسونة، والد «حمادة» لجلسة النطق بالحكم من خلال توزيع دعوة على أهالى الإسكندرية بعد صلاة الجمعة بكافة الشوارع والميادين وأمام المساجد لدعوة جموع المواطنين لحضور جلسة النطق بالحكم على المتهمين بقتل الطفل الذى ألقى من أعلى العقار بسيدى جابر وطعنه عدة طعنات دون رحمة، بمحكمة الحقانية بمنطقة المنشية. يقول «بدر»: «بقالى 18 شهر، و23 يوم مستنى اللحظة دى تيجى، وأحس بأن جزء من حق ابنى رجع وتهدى النار اللى جوايا شوية لما أشوف عدالة ربنا تحققت، وأنا مش هيرضينى غير الإعدام للمتهم بقتله والمعترف بجريمته قدام العالم أجمع أنا عايز القصاص، مش بس من اللى قتله كمان من اللى حرض على قتله ووقفوا فى ميدان رابعة العدوية وظلوا يدعون مؤيديهم وأنصارهم أنهم يقتلوا اللى نزلوا وشاركوا فى ثورة 30 يونيو». ويضيف: «أنا مستعد علشان أسمع المحكمة وهى بتقول حكمت بالإعدام وتحويل أوراقه لمفتى الجمهورية، وأقف وأقول للمتهم محمود رمضان، مَن قتل يُقتل، والجزاء من جنس العمل، ولو مكنش فيه محرض ما كنتش الجريمة وقعت علشان كده لازم المحرضين كمان يكونوا فى القضية ويحكم عليهم». وأوضح أنه دائماً ما كان يجلس أمام باب مستشفى المعمورة والتى نقل إليها المتهم بعد ما ادعى أنه مختل عقلياً من أجل رؤيته والنظر فى عينه وهو يحاول أن يهرب من جريمته.