انتاب طلاب الإخوان بالجامعات، أمس، حالة من الهياج عقب إعلان المشير عبدالفتاح السيسى عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، ففى جامعة عين شمس قطع طلبة الجماعة شارع الخليفة المأمون أمام الجامعة بفروع الأشجار وإطارات السيارات، ونظموا مسيرة انطلقت نحو وزارة الدفاع، بعد أن اقتحموا الأبواب الرئيسية للجامعة، والتى أغلقها الأمن الإدارى أثناء تنظيم الطلاب مسيرة بالطبول بمشاركة عدد من زملائهم بجامعة الأزهر تعبيراً عن رفضهم لترشح السيسى، وللتنديد ب«انتهاكات الشرطة فى الجامعات، ورفض مجالس التأديب التعسفية»، رافعين علم مصر بدون النسر. وشهد «الخليفة المأمون» حالة من الشلل المرورى، أدت إلى استياء سائقى السيارات، بعد أن قطع طلبة التنظيم عدداً من فروع الأشجار لاستخدامها كمصدات استعداداً لإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم من قبَل قوات الشرطة. من جانبها كثفت الشرطة العسكرية وجودها فى محيط وزارة الدفاع، وأغلقت شارع الخليفة المأمون من جهة الوزارة بالأسلاك الشائكة، وحذرت قوات الأمن من جانبها الطلاب من خلال مكبرات الصوت وطالبتهم بالتراجع إلى الحرم الجامعى والتظاهر بداخله، مؤكدة حق الطلاب فى التعبير عن رأيهم بسلمية ودون عنف أو شغب، إلا أن الطلاب لم يستجيبوا وكسروا الأرصفة لجمع الحجارة وألقوها مع الألعاب النارية وزجاجات المولوتوف على قوات الأمن التى أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم. وشهد محيط الوزارة والجامعة حالة من الكر والفر بين الطلاب، فاستدعت قوات الأمن سيارة إطفاء لإخماد حريق نشب فى إحدى الأشجار نتيجة إشعال طلاب الإخوان النيران فى عدد من إطارات السيارات والأخشاب، فيما اصطف عدد من المدرعات حول أسوار الجامعة وأصيب العشرات من الطلبة بحالات اختناق نتيجة إطلاق قنابل الغاز بكثافة. وألقى طلاب الجماعة زجاجات المولوتوف على السيارات المارة بشارع منشية الصدر فى محيط الجامعة، وأشعلوا النار فى عدد منها، وتمكن أفراد الأمن الإدارى من ضبط طالب بحوزته زجاجة مولوتوف وتم التحفظ عليه لاتخاذ الإجراءات اللازمة حياله وإحالته إلى النيابة للتحقيق. وفى جامعة حلوان نظم أنصار الإخوان العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لرفض ترشح السيسى، واعتراضاً على «انتهاكات الشرطة بالجامعات، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين»، ورددوا خلال تظاهراتهم العديد من الهتافات منها «رغم الدم مكملين.. اسجن واحبس فى الزنازين»، وغيرها من الهتافات المناهضة للمشير. فيما شهدت جامعة القاهرة أمس حالة من الهدوء بعد الأحداث الدامية التى عاشتها أمس الأول، وانتظمت الدراسة فى ظل غياب التظاهرات تماماً. من جهة أخرى، تجمهر عدد من طلاب الإخوان بجامعة الإسكندرية، أمس، أمام باب كلية التربية من الداخل لتصعيد احتجاجهم والهتاف ضد وزارة الداخلية وضد ترشح السيسى للرئاسة، وهتفوا «سيسى مش رئيسى»، كما طافت مسيرة لطلبة الجماعة ساحة كلية الآداب وجابت أرجاء المجمع النظرى. وفى جامعة السادات، نظم الإخوان تظاهرة أمام كلية التجارة لإعلان رفضهم ترشح السيسى مرددين هتافات مناهضة للقوات المسلحة وللمشير. وشهدت جامعة الأزهر حالة من الهدوء التام على الرغم من تهديدات طلاب وطالبات الجماعة الإرهابية ب«إشعال الجامعات وتعطيل الدراسة»، احتجاجاً على قرار ترشيح المشير لرئاسة الجمهورية، ونظم العشرات من الطالبات مسيرة جابت أرجاء الجامعة، رددن خلالها هتافات مناهضة للجيش والداخلية، ثم خرجن إلى شارع يوسف عباس. وقال الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمى باسم جامعة الأزهر، إن «أعداد الطلاب المحالين إلى مجالس تأديب منذ بداية الفصل الدراسى الثانى بلغت 62 طالباً حتى أمس»، مشيراً إلى أن نسبة الحضور بكليات الجامعة وصلت إلى 90%. وفى شأن آخر، انتظمت الدراسة بجميع مدارس الجمهورية أمس، وسط حراسة أمنية مشددة من قبَل الجيش والداخلية، وذكر تقرير غرفة العمليات المركزية بديوان عام وزارة التربية والتعليم، أنه تم اكتشاف 4 حالات مصابة بالغدة النكافية فى مدرسة حمزة الابتدائية التابعة لإدارة كوم حمادة التعليمية فى البحيرة، وأنه تم عزل الطلاب المصابين ومنحهم إجازة لمدة أسبوع. وفى إدارة إهناسيا التعليمية بمديرية بنى سويف، تم اكتشاف حالة إصابة بالغدة النكافية وتوقيع الكشف الطبى عليها بمعرفة أطباء التأمين الصحى، بالإضافة إلى اكتشاف 3 حالات «جديرى مائى» بمدرسة 24 أكتوبر الابتدائية بإدارة شمال السويس التعليمية بمديرية السويس. وأفاد تقرير غرفة العمليات بتعطل الدراسة لليوم الرابع على التوالى فى مدرستى الأسعد الحفناوى الابتدائية والبلابيش قبلى الإعدادية التابعتين لإدارة دار السلام التعليمية بسوهاج، لوجود خصومة ثأرية بين عائلتى «المناصرة» و«العمامرة»، ويبذل مشايخ القبائل والجهات الأمنية جهودهم لإعادة الهدوء إلى المنطقة والطلاب إلى المدرسة.