وصف سياسيون وقيادات حزبية خطاب عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع السابق، الذى أعلن فيه خوض الانتخابات الرئاسية بالمتزن، الذى ينم عن صدق فى القول والفعل وعن دراية بالواقع الحالى وإعطاء الأمل والتحفيز على العمل الجاد، مطالبين بأن يكون البرنامج الانتخابى للمشير قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع المصرى الحالى. وقال جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية والاقتصاد بجامعة قناة السويس، إن خطاب «السيسى» وردت فيه أهم القضايا والتحديات التى تواجه مصر وشعبها فى الوقت الحالى، وهى الارتقاء بالاقتصاد وتطوير المنظومة الأمنية ومحاربة الإرهاب ومكانة مصر فى المنطقة، مؤكداً أن تلك العناصر جزء كبير من برنامجه الانتخابى الذى سيعرضه على الشعب المصرى لانتخابه رئيساً للجمهورية. وأضاف «سلامة»، ل«الوطن»، أن «السيسى» شخَّص المرحلة فى الوقت الحالى، وهو الأقدر على منصب الرئيس لأنه الوحيد القادر على إخراج مصر من كبوتها التى صنعها الإخوان فى عام، مشيراً إلى أن تأخره عن إعلان ترشحه دليل على تمسكه بالمؤسسة العسكرية وعدم رغبته فى كرسى الرئاسة، ولكنه أُجبر على خوض الانتخابات لأنه مطلب شعبى. وأوضح أن حديثه عن الذين لم يتورطوا فى ارتكاب أى جرائم بأنهم سيشاركون فى العملية السياسية فى المستقبل، ليست مصالحة ولكنها تصور سياسى بأنه سيعطى لجميع القوى السياسية والأحزاب التى لم تحرض على العنف الحق فى ممارسة السياسة بشكل طبيعى، ولكن الجماعات الإرهابية التى لجأت إلى التطرف مكانها الوحيد هو «السجن». وقال أحمد دراج، القيادى بجبهة الإنقاذ، إن «السيسى» ركز على عدة أفكار فى خطابه التى سيطبقها فى برنامجه الانتخابى، الذى سيكون غير تقليدى حسب كلامه، وسيهتم بالاقتصاد ومحاربة الإرهاب وإعادة الأمن بشكل كامل إلى الشارع ومواجهة البطالة. وأضاف ل«الوطن»: «السيسى لن يستطيع وحده صناعة معجزة لإنقاذ مصر ولكن لا بد من مشاركة الشعب معه بالعمل الجاد، للخروج من الأزمة التى تعانى منها مصر فى الوقت الحالى»، مشيراً إلى أن حديثه تطرق إلى أن مصر تحتاج إعادة بناء لمؤسساتها، كما أنه شدد على أنه لا يسمح بالتعدى على مصر وشعبها سواء من الداخل أو الخارج. وشدد «دراج» على ضرورة التعامل مع الإخوان الذين لم يتورطوا فى أعمال العنف، مشيراً إلى أن السيسى أكد أن كل مواطن مصرى له الحق فى المشاركة السياسية، وأنه لا يوجد إقصاء للذين لم يخالفوا القانون. من جانبه، قال طارق نجيدة، عضو اللجنة العليا لحملة «صباحى» ومسئول اللجنة القانونية بها، إن خطاب السيسى كان يتضمن محطات غاية فى الأهمية، لكنه لم يشر إلى البرامج والحلول التى يحتاجها الوطن، وأرجأ هذا الأمر لحين فتح باب الترشح أو السماح بذلك من جانب اللجنة العليا للانتخابات. وأضاف: «هذا أمر جيد فى إطار الدعاية الانتخابية، ولكن طرح البرامج أمر مطلوب فى إطار التفاعل الوطنى والسياسى، فحين يتحدث المرشح صباحى عن برامجه وأحلامه والتحديات التى يواجهها الوطن فليس فى ذلك دعاية انتخابية، ولكنه تفاعل انتخابى بين سياسى يريد أن يتحمل المسئولية وبين قضايا وطنه، وبالتالى فإن إرجاء الحديث فى البرامج إلى أن تسمح اللجنة العليا للانتخابات يخرج تماماً عن الاستحقاق الوطنى، الذى يفرض عرض التحديات وطرق علاجها». وقال السفير محمد العرابى، رئيس حزب المؤتمر، إن خطاب المشير سياسى من الدرجة الأولى، فضلاً عن أنه خطاب افتتاحى لحملة رئاسية قوية، موضحاً أن المشير السيسى لم يستغل شعبيته فى دغدغة مشاعر المصريين وصارحهم بحقيقة الأوضاع فى مصر، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب هو الأنسب فى الفترة المقبلة.