بينما يخرج الطلاب والمدرسون من منازلهم صباحًا، للذهاب إلى المدرسة، تدور في أذهانهم أفكار عن أحداث اليوم وما سيعلموه أو يتعلمونه، واللحظة التي ينتهي فيها اليوم الدراسي ليعودوا مرة أخرى للمنازل، ولم يدر بخلد أحدهم أن الفصل الدراسي، الذي يقضون خلاله معظم اليوم سيكون شاهدًا على نهاية حياتهم بشكل مفاجئ، إلا أن الأمر تكرر 4 مرات خلال الشهرين الأخيرين، في محافظات مختلفة. مدرسة الصنايع الثانوية التابعة لإدارة غرب المحلة التعليمية بمحافظة الغربية، شهدت آخر حالات الموت المفاجئ داخل الفصول، حيث توفيت الطالبة منة الله محمد، الطالبة بالصف الثاني، إثر تعرضها لأزمة قلبية مفاجئة ونقلت بسببها إلى مستشفى المحلة العام لإجراء الكشف الطبي قبل تسليمها إلى ذويها. وتعرضت الطالبة لأزمة قلبية مفاجئة أثناء جلوسها برفقه زملائها خلال فعاليات اليوم الدراسي بمدرسة الصنايع بنات، وكشفت مصادر داخل المدرسة أن الطالبة تعرضت لوعكة صحية مفاجئة خلال فعاليات اليوم الدراسي. وفي 20 نوفمبر الماضي، سقط الطالب طارق محمد القوصي بالصف الثالث الإعدادي متوفى إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، خلال إحدى الحصص الدراسية عقب الفسحة، وذلك في مدرسة نور السلام الخاصة بالقناطر الخيرية التابعة لمدارس سنودس النيل الإنجيلي الخاصة بالكنيسة الإنجيلية بمحافظة الدقهلية. "كنت فاكره بيهزر"، هو التبرير الذي خرج به معلم الفصل الذي سقط فيه طارق، وقيل إنه قبيل خروج الطالب للفسحة استغاث بمدرسه بأنه يشعر بإعياء إلا أن المعلم طلب منه الكف عن الهزار معتقدًا أنه يمزح، ولم ينتبه أحد إلى معاناته إلا بعد نصف ساعة، وحينما تدخلوا وطلبوا الإسعاف كان قد فارق الحياة واكتشفوا وفاته، بحسب تصريحات والده. وقال محمد القوصي والد الطفل، إن نجله يبلغ من العمر 14 عاما وتوفي طبيعيا بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، موضحا أن السبب في وفاته هو الإهمال والتقصير، وأضاف أن نجله ظل يتألم داخل فصله لمدة نصف ساعة تقريبا، كان من الممكن أن يسعفه أحد طوال هذه المدة وينقذ حياته، مشيرا إلى أنه تقدم ببلاغ من أجل حماية بقية الأطفال حتى لا يتعرضوا لمثل هذا الإهمال. الطالبة والطالب كانا امتدادًا للمدرس، ففي 6 نوفمبر الماضي، سقط مدرس مغشيًا عليه في الفصل، وهو يدعى أحمد حسين سليمان، 52 عاما، معلم اللغة العربية، بمدرسة الشهيد محمد جمال سليم الإعدادية "الحديثة سابقا"، التابعة لإدارة غرب المنصورة التعليمية، بمحافظة الدقهلية، وتوفي أثناء الشرح، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، وقال أحد زملائه ويدعى بسام السيد إنه لم يكن يشتكي من مرض وكان معروفا بحُسن خلقه وتمكنه في شرح المادة العلمية. وفي 17 أكتوبر الماضي، في محافظة المنوفية، لفظ مدرس لغة عربية آخر أنفاسه الأخيرة، أثناء تأدية عمله، داخل أحد الفصول الدراسية بمدرسة المساعي بمدينة تلا في محافظة المنوفية، إثر أزمة قلبية. وحضرالمدرس طابور الصباح، ثم دخل الفصل لشرح المنهج للطلاب ولكنة سقط فجأة، لتسود حالة من الحزن بين الطلاب والمدرسين والعاملين بمدرسة المساعي بمدينة تلا عقب وفاة المدرس أثناء تأديته لعمله، وأكد شهود عيان أن المدرس حضر طابور الصباح ثم أخذ الطلاب متجها إلى الفصل، وخلال شرحه للتلاميذ وقف ناحية الباب فجأة، وردد: "أشهد ألا إله الله وأن محمدا رسول الله"، ثم سقط على الأرض.