ذكر موقع "ديلي بيست" الأمريكي، أنه بعد الضم الروسي ل"القرم" في الأسبوع الماضي، يتساءل الجميع في أنحاء العالم، إلى أي مدى سوف تذهب موسكو، وماذا يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فعليا، مشيرة إلى أن الجواب يكمن في كلمات مؤيديه. وتناول الموقع الإخباري، فكرة لماذا التوقف عند شبه جزيرة القرم، وكيف يستخدم بوتين، أسطورة سياسية، لإقناع شعبه بأن لديهم كل الحق في إعادة بناء إمبراطوريتهم السابقة. وأشار الموقع إلى أنه بالنظر للمنشور الشهير على الصفحة الشخصية لأحد أثرياء موسكو أرتيم نكراسوف، وجاء فيه " إذا تمكن بوتين من ضم شبه جزيرة القرم وجنوب شرق أوكرانيا سلميا، أنا شخصيا سأغفر له كل شيء: الفساد المنتشر، والخروج على القانون من المسؤولين، وعدم وجود أي احتمالات في انتعاش الاقتصاد، والاضطراب في التعليم والصحافة وحتى الغيبوبة التي عيش فيها الشعب". وأضاف "ديلي بيست" الأمريكي، إلى أن شعبية المنشور، كما ظهر في استطلاعات الرأي، تعكس المزاج الشعبي الشائع في روسيا و أيضا ارتفاع شعبية بوتين بمعدلات موافقة تفوق 75%منذ أن أعلن ضم شبه جزيرة القرم، مشيرا إلى المقابلة التلفزيونية مع أحد المحاربين القدامى للاتحاد السوفيتي، وجاء فيها "نظرا لتفكك الاتحاد السوفيتي فقدنا أوديسا "مدينة من المدن الكبرى في جمهورية أوكرانيا" على البحر الأسود وجزء من بحر البلطيق"، وأضاف "لكن لدينا الآن القائد العام للقوات المسلحة، مجمع أراضي الاتحاد السوفيتي، ونحن نضع آمالنا عليه". ولفت إلى منشور أحد كبار الباحثين في قسم القانون الدولي لحكومة الاتحاد الروسي رومان كوكريف، على صفحته في موقع فيس بوك، الذي تمادى أكثر من ذلك بقول "الخطوة القادمة هي مولدافيا وأوكرانيا"، وأشار الموقع إلى أنه يريد جميع الأراضي القديمة للاتحاد السوفيتي وأنه يريد القوة العسكرية الروسية مرة أخرى أن تعود بقوة، ويريد أيضا دول البلطيق وفنلندا وبولندا وألاسكا، لأنه كما يقول: "كل تلك الأراضي روسية. وتابع الموقع الإخباري، بقول الصحفي والمحلل السياسي ألكسندر موروزوف، إن الكرملين يمكنه إرسال قواته إلى الحدود من دول البلطيق والمطالبة بانسحاب وحدات حلف شمال الأطلنطي هناك، مضيفا "لا شيء يمنعه من اتخاذ مثل هذه الخطوات الآن، لأنه يتم تعريف تحركاتها عن طريق المنطق والعقلانية السياسية الثورية. لذلك، يبدو أن الروس تمتلكهم رغبة قوية لإعادة جميع الأراضي التي كانت تمتلكها الإمبراطورية الروسية قبل 100عام، وحتى من قبل ذوي التفكير المحدود من معظم مؤيدي بوتين. واختتم موقع "ديلي بيست" الأمريكي تقريره بذكر، أنه إذا كان لنا أن نسأل أنفسنا في نهاية المطاف، "ماذا يريد بوتين؟"،ستكون أبسط الإجابة " الحفاظ على نسبة 75 % من شعبيته ووقوف الشعب الروسي وراءه"، وأن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هو تعزيز والحفاظ على أسطورة التفوق الروسي الفطرية والقيام بمغامرات عسكرية.