في الوقت الذي حرمت فيه قنوات الجزيرة القطرية مؤيدي ثورة 30 يونيو من الظهور على شاشتها، راحت تستضيف أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على الهواء مباشرة، للحديث عن مقتل قياداتها في الدفاع عن جيش الاحتلال الذي يحلّق بمروحياته ويقذف منازل الأشقاء الفلسطينيين في غزة. "أدخلت المصادر الإسرائيلية كل بيت عربي" قالها الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، مؤكدا على محاولات القناة القطرية بقدر الإمكان تجنب تهميش آراء مؤيدي الثورة المصرية واستضافة الرأي والرأي الآخر عملاً على المهنية والموضوعية والحياد، مدافعًا في الوقت ذاته عن "الجزيرة" بأنها "تفشل في التواصل مع المصادر المصرية لأنهم قرروا مقاطعة الجزيرة بشكل غير معلن"، معيبًا عليها طريقة تحليل المحتوى وتقديمه للرأي العام، بحيث تستضيف من يدافعون باستماتة عن الجيش الإسرائيلي وفي الوقت ذاته عازفة عن استضافة ضحايا غزة". "الرسائل السياسية التي تبثها قطر من خلال قنواتها تمثل أداتها الرئيسية للعالم الخارجي، سواء كانت للإخوان أو لإسرائيل"، بحسب رأي الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فهناك تطبيع إعلامي مع إسرائيل بدليل وجود مراسل لها على أرض قطر، وتقديمها إعلامًا متحيزًا لوجهة نظر معينة وهي جماعة الإخوان الإرهابية أو الاحتلال الإسرائيلي، مستبعدة أي صاحب رأي موضوعي يمكن أن يقدم وجهة نظر مهمة ودائمًا ما تستغل جماهيريتها في الوطن العربي في استضافة بعض الشخصيات متواضعة المستوى الفكري، وفي نفس الوقت تستضيف شخصيات ذات ثقل كبير في جماعة الإخوان لكي تمنحه مصداقية زائفة على تغطيتها، مضيفًا: "الجماعة التي يمثل أعضاؤها جزءًا أساسيًا في تكوين الجزيرة سواء كطاقم مهني أو ضيوف لم يعترض منهم أحد على استضافة أفيخاي أدرعي وهذا فقط لأن المصلحة تقتضي ذلك"، بحسب قوله.