لن يكف الإخوان عن الكذب والخداع حتى وهم فى أكبر «محنة» تعرضوا لها عبر التاريخ، فقد كانت أزماتهم السابقة مع السلطة، أما الآن فالمحنة مع الشعب الذى «عراهم» واكتشف زيفهم وإرهابهم وخيانتهم وتجارتهم بالدين الإسلامى، لكن الإخوان لم يكفوا عن الخداع، فيخرج أحد قادتهم د.جمال حشمت ليعلن عن مبادرة جديدة لجماعته الإرهابية ستتراجع فيها خطوة أو خطوتين للخلف من أجل استرجاع الديمقراطية والحريات. تجيد عصابة الإخوان الإرهابية الخائنة لعبة توزيع الأدوار والتصريحات، وكم ضحكوا على كثير من القوى السياسية والثورية بوعود وكلام معسول ليس له ظل فى الحقيقة، ومبادرة «حشمت» لا تخرج عن هذا الأمر بدليل أن الرجل نفسه أطلق منذ نحو شهر، فى 15 فبراير الماضى تحديداً، تصريحاً وصف فيه أصحاب المبادرات السياسية الحالية ب«الأغبياء»، مشدداً على أن الإخوان لن يقبلوا أية مبادرات سياسية تتخطى عودة «مرسى» والإفراج عن المعتقلين. «حشمت» له تصريحات أخرى أغرب من الخيال فى 4 يوليو 2013 بعد إطاحة الشعب برئيسه مرسى، حيث أصدر بياناً أعلن فيه اعتزاله العمل السياسى.. لكنه شارك بعدها فى اعتصام رابعة، ووقتها علقت على بيانه فى أحد البرامج قائلاً: «كان أولى بحشمت إذا كان صادقاً أن يعلن اعتزاله العمل الإرهابى، فالجماعة لم تمارس «السياسة»، بل كانت درع الإرهاب داخل مصر خلال حكمها». كما يجب ألا ينسى المصريون المبادرات السابقة التى أطلقها الإخوان مثل حمزة زوبع، المتحدث باسم الحرية والعدالة، الذى اعترف بأخطاء الجماعة، ثم هرب إلى قطر ليدافع عنها ويهاجم القوى السياسية والثورية، وأيضاً القيادى صلاح سلطان، الذى طرح مبادرة، وعندما حاول الهرب من المطار وألقى القبض عليه ظل فى المحاكمات يلوح بإشارة «رابعة»، ومن لا يعلم فقد اتصل أحد قيادات الإخوان، بعضو بالمجلس العسكرى قبل فض رابعة بساعات، يطلب التفاوض فأشار إليه القائد العسكرى بأن يرد قبل الفجر، فذهب الإخوانى ولم يعد مما يؤكد أنها كانت «حيلة» أو خدعة لمنع الفض. الأغرب أن «حشمت» قال فى مبادرته المسمومة إن الجماعة تسعى للوصول إلى توافق سياسى على غرار ما نجح فيه راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة الإسلامية فى تونس، حيث تنازل عن السلطة، وما لم يقله «حشمت» أن «الغنوشى» لجأ إلى هذا التوافق مضطراً بعد ثورة 30 يونيو فى مصر وخشيته من تكرار المشهد فى تونس؛ لأن الإخوان، سواء فى مصر أو تونس أو فى أى دولة بالعالم، لا يؤمنون بالتوافق، بل يعملون بمبدأ الاستكانة حتى الانبطاح إذا كانوا فى موقف ضعف، والتعالى إلى درجة إقصاء الجميع إذا كانوا فى السلطة. الأمر المضحك الوحيد فى مبادرة «حشمت» أنه حدد شهر أبريل لإعلان حدث سياسى مهم من قبَل جماعته، مما يؤكد أن الجماعة قد استوعبت الدرس وقررت عدم الكذب طوال العام كعادتها وإطلاق الكذبة الكبرى فى أبريل.