والمخاطب هنا هو هذا العدد الكبير نسبياً من المصريات والمصريين الخائفين على وطنهم من خطر هيمنة أحادية للإخوان للمسلمين على السياسة ومراكز صنع القرار فى الدولة. المخاطب هنا هم المصريات والمصريون الذين تزين لهم مخاوفهم إما الانسحاب من الاهتمام بالشأن العام والاستقالة من المشاركة السياسية أو تلقى بهم لأحضان أصوات وحركات فاشية تساوم على قواعد الديمقراطية ولا تعتاش إلا على التهييج وإثارة المزيد من المخاوف دون مسئولية وطنية. لهم جميعاً، من المنتمين للشرائح العليا والوسطى فى مجتمعنا ومن المواطنين المسيحيين الذين تتصاعد بينهم أعداد طالبى الهجرة ومن النساء الخائفات على حرياتهن الشخصية، أؤكد أن الاستقالة من المشاركة والارتماء فى أحضان المنقلبين على قواعد الديمقراطية لن يرتبا سوى تحول خطر الهيمنة الأحادية للإخوان إلى واقع سياسى يكرس له ويصعب تغييره. لهم جميعا أؤكد أن مشاركتهم ودعمهم للقوى والتيارات والشخصيات السياسية التى تطرح بدائل فعلية لرؤى وبرامج الإخوان وبقية تيارات الإسلام السياسى يمثلان رافعة أساسية لدفع مصر باتجاه دستور عصرى يضمن الحقوق والحريات وباتجاه منافسة جادة وتداول للسلطة عبر صندوق الانتخابات. فنحن فى أمَس احتياج لمشاركتكم بشأن الدستور وقانون الانتخابات التشريعية الجديد والانتخابات القادمة. وقد تعلمت القوى الوطنية والليبرالية واليسارية من أخطائها وتعمل بجدية للتوحد التنظيمى والسياسى وخوض الانتخابات بقائمة موحدة من المرشحين لمنع تفتيت الأصوات. تعلمنا وندرك جيداً أهمية قضية الدستور وجوهرية النجاح فى إحراز تمثيل مؤثر بالبرلمان القادم لكى لا تطلق يد الإخوان فى السياسة والدولة بسيطرة على السلطة التنفيذية والتشريعية. لهم جميعاً أؤكد أن هدفنا هو دستور يضمن الحقوق والحريات ويحمى استقلالية أجهزة الدولة التنفيذية والإدارية، وأن حملتنا الشعبية لتوعية المواطن بشأن النص الدستورى القادم ستبدأ بعد أيام وأن موقفنا منه سيكون موضوعياً ومرتبطاً بمواده النهائية، وليس لنا أن ننجح فى التوعية بشأن الدستور ولا فى بناء موقف وطنى جامع منه إلا بمشاركتكم جميعاً. لهم جميعاً أؤكد أن مخاوفكم مشروعة، إلا أن توظيفها للانقلاب على قواعد الديمقراطية أخطر على مصر من أى شىء آخر. الدكتور مرسى رئيس منتخب بشرعية ديمقراطية وإرادة أغلبية شعبية، ودعكم من الحديث الزائف عن نتائج انتخابات رئاسية زورت، لا يصح إسقاط رئيس منتخب لم يغتصب السلطة ويتعين على مَن لم ينتخبه أن يتصالح مع وجوده احتراماً لأصوات الأغلبية التى اختارته، إلا أن واجبنا هو معارضة الرئيس بديمقراطية وببدائل حقيقية لأننا حملة مشروع سياسى وطنى، مشروع للوطنية المصرية، يختلف عن مشروع الإسلام السياسى ويتميز عنه بالدفاع المبدئى عن الحريات التى نخشى مصادرتها وعن المساواة التى نريد تفعيلها واقعاً مجتمعياً وليس مجرد نصوص جوفاء وعن العدالة الاجتماعية المترجمة لسياسات وإجراءات تتجاوز الشعارات. لهم جميعاً أؤكد أن مخاوفهم المشروعة ينبغى أن لا تزين لهم معاداة الإسلام السياسى أو العمل على إقصائه، الإسلام السياسى واقع ونحن نريد منافسته وليس معاداته وفقاً لقواعد الديمقراطية كى لا ينفرد أو يستأثر هو بالسياسة والدولة. المنافسة هى الحل مع جهد جاد لوضع شروط نزيهة للمنافسة تقتضى، من بين أمور أخرى كثيرة، الفصل داخل جسد الإسلام السياسى بين الجماعات الدعوية والأحزاب السياسية وتقنين أوضاع الجماعات هذه كالإخوان وغيرها لضمان حق المجتمع فى المعرفة والمراقبة الديمقراطية لهم. لهم جميعاً وبكافة أطيافهم أؤكد أن قواعد الديمقراطية والمعارضة البناءة تستدعى طرح بدائل حقيقية لمشروع الإسلام السياسى ترتكز إلى الحقوق والحريات ومدنية الدولة والتصالح مع دور الدين فى المجتمع دون خلط بينه وبين السياسة وحماية أجهزتها من سيطرة الهوى الحزبى. ترتكز أيضاً إلى قضايا العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والبحث العلمى والتقدم نحو مجتمع عصرى متصالح بالمساواة مع ذاته وبالانفتاح والثقة مع العالم من حوله. لا تستقيلوا من المشاركة ولا ترتموا فى أحضان الفاشيين ولا تساوموا على الديمقراطية، فلم تكن هذه ولن تكون انتخابات المرة الواحدة.